بعد أيام قليلة من زيارة رئيس جهاز المخابرات التابع للسلطة برام الله ماجد فرج إلى بيروت، اندلعت اشتباكات مسلحة بين حركة "فتح" وفصائل مسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا، وتدمير مئات المنازل، إضافة إلى تشريد الآلاف من اللاجئين.
وتكشف اشتباكات مخيم عين الحلوة، الدور الذي تلعبه السلطة وأذرعها الأمنية في إشعال فتيل الفتنة وتقويض دور المخيمات الفلسطينية، بهدف نزع السلاح الفلسطيني وتصفية معارضيها، وفق ما يقول مراقبون.
زرع الفتنة
وأكد عضو الحراك الشعبي الفلسطيني في مخيم نهر البارد فراس علوش، أن محاولة زرع الفتنة في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ترمي إلى تشتيت الشعب الفلسطيني، وتقويض دور المخيمات كرمز للصمود والتمسك بالهوية وحق العودة.
وقال علوش لصحيفة "فلسطين": "إن المخيمات تُمثل جوهر الصراع العربي الصهيوني، وهي الشاهد على النكبة الفلسطينية، وتعكس حقيقة الاحتلال وأذنابه، وهي محطة تجمع أبناء الشعب الفلسطيني الذي هُجّر من أرضه ظلمًا وعدوانًا وتحمّل كل الويلات وقدم الشهداء على مدى عشرات السنين فداء لفلسطين".
وبين أن الهدف من وراء إثارة الخلافات والفتنة داخل المخيمات هو تحقيق تدمير شامل لتلك المخيمات وتشريد أهله وتفريقهم، بهدف إضعاف المقاومة الفلسطينية في داخل الأراضي المحتلة وتمهيدًا للحرب الأهلية، وهو ما يريده الاحتلال من اللعب على وتر الانقسام الفلسطيني.
اقرأ أيضًا: إشغال الساحات والصراع الخفي
وأضاف: "يريدون إثارة الفتنة في المخيمات بشتى الطرق عبر شيطنة المخيمات المناصرة للمقاومة الفلسطينية والتي تواكب كل ما يحدث في فلسطين، وهي صوت المقاومة وضمير الأحرار وخزان الثورة والتحرير".
ولفت علوش إلى أن محاولات خلق المشكلات في المخيمات، وخاصة في عاصمة الشتات الفلسطيني، ليست سوى مؤامرات مدبرة بغاية تحقيق أجندات مشبوهة تستهدف تشريد اللاجئين الفلسطينيين وتفريقهم، مشددًا على أن أهالي المخيمات في لبنان لن يسمحوا بإشعال الفتنة داخل مخيماتهم، أو العبث فيها.
ظروف سيئة
بدوره، أكد الناشط الفلسطيني في لبنان محمد حسون أن المخيمات الفلسطينية في لبنان تتعرض لمؤامرات فتنة مخطط لها، وتُنفذ على الأرض عبر أدوات مختلفة.
وقال حسون لصحيفة "فلسطين": إن "هذه الفتنة ستعصف باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وستزيد من الأوضاع المأساوية التي يعانيها سكان المخيمات".
وأضاف أن "هناك معلومات يتحدث بها السياسيون في لبنان وأوساط مختلفة تشير إلى أن زيارة رئيس المخابرات ماجد فرج للمخيم وراء ما حدث في مخيم عين الحلوة من اشتباكات".
وأشار إلى خلاف بين لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني ومنظمة التحرير، وهو ما تحدث عنه سياسيون لبنانيون، وربطوه بما يحصل من فتنة في المخيمات.
اقرأ أيضًا: فوضى المخيمات.. مسلسل اعتادته السلطة منذ نشأتها
وأشار إلى أن المخيمات الفلسطينية في لبنان تمر بظروف سيئة للغاية إضافة إلى استهداف لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عبر تقليص الخدمات المقدمة، وهو ما يعكس وجود تصفية لقضية اللاجئين في لبنان.
ولفت حسون إلى أن استهداف المخيمات الفلسطينية في لبنان يمثل مخططًا سياسيًا وأمنيًا يهدف إلى فرض ضغوط على اللاجئين وتحقيق أهداف سياسية معينة.
وكان الكاتب والمحلل السياسي اللبناني حسين أيوب، أكد أن توقيت زيارة ماجد فرج إلى لبنان يُعد مشبوهًا، إذ بعد أيام من مغادرته لبيروت، اشتعلت الأحداث في مخيم عين الحلوة.
وقال أيوب في لقاء متلفز مع قناة "ام تي في" اللبنانية: إن "ماجد فرج في زيارته إلى لبنان قدم عدة طلبات إلى الحكومة اللبنانية أبرزها تشديد رقابتها على المخيمات من أجل منع نقل خبرات ومقاتلين إلى الضفة وهو طلب إسرائيلي، خاصة في ظل ما يحدث بالضفة".
وشدد على أن الانفلات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وإظهار السلاح والفتنة، يخدم أجندات خارجية وإسرائيلية، وداخلية.