وافقت أمس الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد عضوي المجلس العسكري في كتائب الشهيد عز الدين القسام، رائد العطار ومحمد أبو شمالة، برفقة القائد محمد برهوم، إذ تعرض منزل في حي تل السلطان بغرب مدينة رفح لقصف مكثّف من طائرات الاحتلال في معركة العصف المأكول في 21 أغسطس عام 2014.
في أثناء هذا الاعتداء، استهدفت الطائرات الحربية المنزل المكون من ثلاثة طوابق بـ 12 صاروخًا، ما أسفر عن استشهاد القادة الثلاثة وخمسة مواطنين آخرين، في حين أُصيب نحو أربعين آخرين من جراء القصف العنيف.
ووصفت حركة حماس الشهيدين العطار وأبو شمالة بأنهما "توأما المقاومة" وهما إضافة إلى الشهيد برهوم من الرعيل الأول لجناحها العسكري كتائب القسام.
اقرأ أيضاً: أبو شنب والعطار وأبو شمالة.. ذكريات التضحية والبطولة
وذكر التقرير أن "القادة الثلاثة ساهموا خلال حياتهم في إحداث نقلة نوعية في أداء كتائب القسام وتطوير قدراتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية، حتى باتت اليوم قوة لا يستهان بها، ويحسب العدو لها ألف حساب".
وأضاف "أن مسيرة ممتدة من المقاومة والجهاد خاضها القادة الأبطال، أفنوا خلالها حياتهم في العمل على تطوير العمل العسكري لكتائب القسام خاصة وفصائل المقاومة عامة، حتى أضحت اليوم قوة وازنة تصنع المعادلات وتفرضها".
رائد العطار.. لغة السلاح
انضم رائد العطار لحركة حماس منذ تأسيسها، وسرعان ما اتجه إلى العمل العسكري، ليكون من المؤسسين الأوائل لكتائب القسام، وتولى قيادة لواء رفح فيها.
وجاء في التقرير أن العطار "آمن منذ البداية بأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة السلاح، فبادر إلى التدريب والإعداد، لكن السلطة الفلسطينية عاجلته عام 1995 فاعتقلته وحكمت عليه بالسجن سنتين بتهمة التدريب على أسلحة غير مشروعة".
وأضاف: "لم تكتفِ بذلك، فقد حكمت عليه ظلماً محكمة أمن الدولة التابعة للسلطة -في 10 مارس/آذار 1999- بالإعدام، على خلفية مقتل شرطي في أثناء مطاردة ثلاثة من المجاهدين، إلا أنه أعيد النظر في الحكم؛ في إثر احتجاجات شعبية واسعة ضد الحكم".
ونبه التقرير إلى أنه بعد اغتيال قائد أركان المقاومة الشهيد القائد أحمد الجعبري عام 2012م، عدّت قوات الاحتلال رائد العطار الوريث الفعلي للجعبري ووصفته بأنه صائد الجنود الذي جعل هدف حياته خطف الجنود من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين".
أبو شمالة.. رفيق كل المحطات
وتطرق التقرير إلى مسيرة الشهيد أبو شمالة ووصفه بأنه رفيق درب القائد رائد العطار في كل المحطات من بداية الطريق وحتى خاتمتها، فرافقه في مسيرة تأسيس كتائب القسام، وقاد دائرة الإمداد والتجهيز فيها، إلى جانب كونه عضواً في المجلس العسكري العام للكتائب.
وأفاد التقرير أن أجهزة الاحتلال الأمنية والاستخباراتية طاردت أبو شمالة منذ عام 1991م، حتى غدا من أبرز المطلوبين لها، وخلال مطاردته اعتقلته قوات الاحتلال، وأمضى في السجون تسعة أشهر، في الوقت الذي اعتقلته السلطة الفلسطينية ثلاث سنوات ونصف.
وأضاف: "لم تزد الملاحقة أبو شمالة إلا إصرارًا على مواصلة الطريق، فالرجل الذي نجا من محاولتي اغتيال، كانت الأولى عام 2003 عندما تعرضت سيارته لغارة جوية، وأصيب بجروح بعد أن قفز منها بالقرب من المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة، والثانية عام 2004 عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم يبنا، وحاصرت منزله ودمرته بعد أن فشلت في النيل منه، فواصل طريقه ليكون ندًا لجيش الاحتلال وقادته المجرمين".
وأفاد أن القائدين العطار وأبو شمالة انطلقا في مسيرة المقاومة معًا، وعرفا معًا منذ البدايات كما في النهايات، فشاركا في تأسيس بنية الكتائب في محافظة رفح، وقادا العديد من العمليات الجهادية ضد الاحتلال في الانتفاضة الأولى عام 1987م.
وأضاف: ظهرت بصمات العطار وأبو شمالة جلية في الإشراف على العديد من العمليات الكبرى في انتفاضة الأقصى، كعمليات براكين الغضب و"محفوظة" و"حردون" و"ترميد" والوهم المتبدد، كما كانا من أبرز القادة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول.
كما كان لهما دور كبير في الإشراف على عملية أسر واحتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، "حين تزينت صورة النصر الكبير للمقاومة في صفقة وفاء الأحرار، بصورة العطار إلى جانب الجعبري وهما يسلمان الجندي جلعاد شاليط للجانب المصري"، بحسب ما أضاف التقرير.
محمد برهوم.. مطاردة وإبعاد
أما الشهيد القائد محمد برهوم فهو رفيق درب الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار، وكان من أوائل المطاردين من كتائب القسام لقوات الاحتلال عام 1992م، بحسب ما أفاد التقرير.
وأضاف أن برهوم نجح بعد مدة من المطاردة في السفر إلى الخارج سراً، وتنقل بين عدة دول، ثم عاد خلال انتفاضة الأقصى إلى قطاع غزة ليلتحق من جديد برفاق دربه وجهادهم ضد الاحتلال.
وأكد التقرير أن المطاردة والإبعاد لم تثن برهوم "عن مواصلة تدريبه ونضاله ضد المحتل من داخل صفوف كتائب القسام، فحرص على تأمين السلاح للمجاهدين وتدريبهم، وشارك في التصدي لاعتداءات المحتل المتكررة على القطاع حتى الشهادة".