في عالمنا اليوم، حينما تتراقص ضوضاء الحياة على أوتار الصخب والضغوط، تمتلئ أروقة الزمن بصدى تلك الأصوات المبهجة التي تبعث السكينة في النفوس وتلطف القلوب، إنها أصوات أنجم من صفوة الحفاظ في غزة، تسابق أضواء الفجر وتشرق كالشمس، لترسم في أفق الكون لوحة من الروحانية الخالصة.
قصصهم تشبه نجوم ترتقي في السماء الداكنة، تسطع بنورٍ لامع يلامس حدود الإلهام، هؤلاء النبلاء الذين تجلى فيهم جمال وجود القرآن، أهل المداومة والإخلاص، يجتمعون في لحن واحد، يرتلون كلمات لا تعرف طريقها إلى الأذنين فقط، بل تسلك طريقها أيضًا إلى القلوب والأرواح.
هنا ترتفع من غزة بوابة جديدة إلى الجنان، حيث يجتمع أكثر من 1400 حافظ وحافظة من الكبار والصغار، يتناغمون كالنجوم في أجواءٍ مليئة بالسكون، لا يتوقفون عند حدود الصعاب والتحديات، بل يتخطونها بإرادة لا تلين، ويشكلون في هذا الحدث العظيم لوحة فريدة من التفاني والاجتهاد.
هم أبناء وبنات غزة، شبابها وشيبها ونساؤها وأطفالها، يعيشون وسط ظروف صعبة ومحدودة، ولكنهم يصرخون بصوت الإيمان والتمسك بالقيم، إنهم يعكسون لنا قوة الإرادة وعظمة الهدف، ويذكروننا بأن قوة الإنسان تكمن في ترسيخ قيمه ومبادئه.
اقرأ أيضًا: صفوة الحفاظ.. صفقة العمر
اقرأ أيضًَا: صفوة الحفاظ وصناعة الجيل الفريد
فلنستمع بقلب مفتوح وعقل مشدود إلى هذه الأصوات الساحرة، فقد حان الوقت لنحيي الروحانية ونشعر بعمق تأثيرها، فهم يشكلون لنا نموذجًا مشرفًا للإيمان والتمسك بالقرآن، ونذهب معهم في رحلة نحو السماء لنرى بأم أعيننا القوة المتجلية في تلاوة الكتاب العزيز.
فلنستمر وندعم ونحث أبناءنا على تحقيق أهدافهم من خلال تربية صالحة وعمل جاد، ونستوحي من هذا الحدث النبيل لنبني مستقبل أفضل لأبنائنا، ولنجعل من القرآن رفيقًا لهم في كل مرحلة من حياتهم.
ففي عالمٍ يعصف به الكثير من التحديات والضغوط، نجد في هذا الحدث المهيب والروحاني تأكيدًا على أن القوة الحقيقية تأتي من التواصل مع الله والتمسك بقيم القرآن.
ختاماً، نسأل الله أن ينفعنا بالقرآن ويعيننا على تربية أبنائنا تربية صالحة، وأن يمنحهم تاج الوقار ليكونوا قادةً للخير والتقدم في مجتمعهم ووطنهم.