لسنوات طويلة، أبدى المقدسي محمود الكرد تمسكًا بمحله التجاري في المنطقة الصناعية بحي وادي الجوز في مدينة القدس المحتلة بالرغم من جرائم الهدم والتهويد التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
لكن هذا التمسك تضاعف بعد أن تسلم الكرد وعشرات أصحاب المنشآت التجارية والصناعية، إخطارات بالإخلاء والهدم قبل أيام.
وسلمت سلطات الاحتلال، الاثنين الماضي، إخطارات بهدم 20 منشأة في المنطقة الصناعية بوادي الجوز، لمصلحة إنشاء أضخم مشروع إسرائيلي استيطاني يُطلق عليه "وادي السيليكون".
اقرأ أيضاً: "وادي السيليكون".. مشروع استيطاني يبتلع مئات الدونمات من الأراضي المقدسية
ويصل عدد المنشآت في المنطقة الصناعية إلى 200 منشأة، وهي تشكل مصدر رزق أساسي لمئات المواطنين المقدسيين وعائلاتهم، وتواجه جميعها خطر الهدم.
استهدف الاقتصاد المقدسي
وقال الكرد إن الاحتلال لا يتوقف عن مطالبتهم بإخلاء منشآتهم، مشددًا على أن استهداف هذه المنطقة يعني استهدف اقتصاد المواطن المقدسي.
وأضاف أن المنطقة الصناعية في وادي الجوز هي الوحيدة شرق القدس، وتضم عددًا كبيرًا من المنشآت، وتعدّ مصدر دخل أساسي لعدد كبير من المقدسيين.
أما ناجي الكسواني الذي يملك محلًا تجاريًا في المنطقة الصناعية المستهدفة، لم يستغرب من اقتحام قوات الاحتلال محله في المنطقة الصناعية، حيث سلمته إخطارًا يفيد بأن المنشأة التي يديرها غير مرخصة لدى بلدية الاحتلال.
وأضاف الكسواني لصحيفة "فلسطين": أنه تعرض لهذا الإجراء عدة مرات طيلة سنوات الاحتلال كما تعرض آخرون من أصحاب المنشآت التي يزيد عمرها عن 50 عامًا.
وتابع: أن بلدية الاحتلال تحصِّل على الضرائب من منشآت المنطقة الصناعية في وادي الجوز، متسائلًا "كيف يمكنهم الآن أن يطالبونا بالقيام بإجراءات الترخيص ونحن ندفع بالفعل الضرائب؟".
وأكمل الكسواني: أن مخطط الاحتلال يرفضه جميع أصحاب المنشآت في المنطقة الصناعية، مؤكدًا ضرورة الوقوف في وجه انتهاكات الاحتلال والدفاع عن القدس والأقصى.
الصبغة اليهودية
بدوره حذَّر مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، من أن المشروع الإسرائيلي سيترك آثارًا اجتماعية واقتصادية كبيرة على أصحاب المنشآت في المنطقة المستهدفة.
وأوضح الحموري لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يسعى إلى تغيير المنطقة الصناعية بالكامل، وهو يجري ترتيباته لتنفيذ مشروع "وادي السيليكون"، وذلك في أقرب فرصة متاحة أمامه.
وبيّن أن الاحتلال يسعى إلى إضفاء الصبغة اليهودية على المنطقة الصناعية بوادي الجوز في إطار تغيير معالم مدينة القدس وتهويدها.
وأشار إلى أن الاحتلال لا يتوقف عن استهداف اقتصاد القدس كركن أساسي للتهويد الإسرائيلي.
ونتج عن ذلك -بحسب الحموري- ارتفاع نسبة الفقر في صفوف المقدسيين إلى معدلات خيالية لم تصل إليها من قبل وتتراوح حاليًا بين 78-80 بالمئة، في حين تتراوح نسبة البطالة بين 12-14 بالمئة نتيجة سياسات الاحتلال.