بينما يواجه الاحتلال عزلة دولية، ولا سيما مع المنظومة الغربية، أعلنت باراغواي إعادة سفارتها إلى "تل أبيب" بعد خمس سنوات من إغلاقها، في حين أعلنت أوروغواي افتتاح مكتب دبلوماسي للتعاون العلمي مع دولة الاحتلال.
مع أن وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين التقى برئيس باراغواي القادم سانتياغو بينيه بعد ساعات من تنصيبه، وقررا أن الدولة اللاتينية ستنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة هذا العام، في حين سيعيد الاحتلال افتتاح سفارته في العاصمة سونسيون بعد إغلاقها قبل خمس سنوات، بزعم أن نقل السفارة إلى القدس المحتلة أحد وعوده الانتخابية.
لا يخفي الاحتلال أطماعه المتعلقة بترميم مكانته الدولية المتراجعة في الشهور الأخيرة، وفي الوقت ذاته تعزيز مزاعمه بأن القدس المحتلة عاصمة له، في ضوء ما يعدها العلاقة التاريخية المهمة مع دول أمريكا اللاتينية التي وقفت بجانب الاحتلال والشعب اليهودي.
بالعودة خمس سنوات إلى الوراء، وتحديدا في مايو 2018، فقد نقلت باراغواي سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ولكن بعد أربعة أشهر، في سبتمبر من ذات العام، قلب رئيسها الجديد عبدو بينيتيز قرار سلفه، وأعلن عودة سفارة بلاده إلى تل أبيب، لأنها تريد المساهمة بزيادة الجهود الدبلوماسية الإقليمية لتحقيق تسوية مستدامة في المنطقة، ما أدى في حينه إلى غضب إسرائيلي من القرار، حتى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر استدعاء سفيره من هناك، وصولا لإغلاق السفارة.
في ذات السياق، أعلنت أوروغواي أنها ستفتتح قريبا مكتبا دبلوماسيا للتعاون في مجال الابتكار في القدس المحتلة، بزعم مواصلة تعزيز المكانة الدولية للمدينة المقدسة، وتحديد هدف يتمثل بمضاعفة عدد البعثات الدبلوماسية فيها.
اقرأ أيضًا: عزلة الاحتلال "عملية بتر وليست طلقة في القدم"
اقرأ أيضًا: توجه إسرائيلي نحو الهند بعدما تركناها لقمة سائغة
لم يأتِ قرار هذه الدولة اللاتينية فجأة، ودون مقدمات، فهي من أهم أصدقاء الاحتلال في تلك القارة، لكن قرار فتح مكتب ابتكار في القدس المحتلة من شأنه أن يعزز علاقاتهما، خاصة الاقتصادية والتجارية، ولا سيما أن أوروغواي لعبت دورًا تاريخيًا مهمًا بإقامة دولة الاحتلال.
وقد لعب الدبلوماسي الأوروغواني المشهور إنريكي رودريغيز فابريغات العضو بلجنة اليونسكو دورا بتقديم خطة التقسيم للأمم المتحدة عام 1947، وكانت السفارة الإسرائيلية في مونتيفيديو الرابعة في العالم، وتعد زيارة كوهين الأولى منذ أربعين عاما، حيث زارها في 1982 وزير الخارجية السابق يتسحاق شامير.
تتزامن الجهود الإسرائيلية في أمريكا اللاتينية لنقل السفارات العالمية من تل أبيب إلى القدس المحتلة مع وجود أربع سفارات تعمل فيها، وهي: الولايات المتحدة، وغواتيمالا، وكوسوفو، وهندوراس، في حين توجد للعديد من الدول "مكاتب" رسمية فيها، وهي: البرازيل، والمجر، والتشيك، وأستراليا، وكل ذلك لن يمنح الاحتلال مشروعية مفقودة في عاصمتنا الأبدية.