ديمقراطية (إسرائيل) لا تختلف كثيرًا عن بقية الديمقراطيات في العالم، ديمقراطية تخص التجمع البشري الذي يعيش في كنف الدولة، التي تمارس الديمقراطية لسكانها، بينما لا تحرص هذه الديمقراطيات على نشر الديمقراطية في الدول الأخرى، بل تشجع الديمقراطيات أنظمة الحكم الديكتاتورية، وتحارب انتشار الديمقراطية، ولنا بالبلاد العربية نموذجًا، حيث تحارب ديمقراطيات أوروبا وأمريكا و(إسرائيل) أي مظهر ديمقراطي في البلاد العربية.
حتى أن أمريكا التي تدعي الحرص على الديمقراطية في (إسرائيل)، وترفض التعديلات القانونية، أمريكا هذه تشجع (إسرائيل) على ممارسة إرهاب الدولة ضد شعوب المنطقة؟ ويشهد على ذلك الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ويشهد على ذلك الترسانة العسكرية الإسرائيلية، في السودان، ودورها المكشوف في استنزاف الشعب، وهذا ما يحدث في أذربيجان، وهذا ما حدث ذات يوم في لبنان، عندما دعمت (إسرائيل) مليشيات الكتائب بالسلاح والمال والمعلومات، وتؤكد الأحداث أن الأسلحة الإسرائيلية موجودة في يد قوات حفتر في ليبيا، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية على تواصل وتدريب في المغرب العربي، وموجودة في شمال العراق، ومع قوات قسد شمال سوريا، والسلاح الإسرائيلي موجود في المعاهدات الأمنية الموقعة بين البحرين والإمارات، وهذه عينات من الدعم الإسرائيلي للدكتاتوريات.
اقرأ أيضًا: الأزمة الإسرائيلية الداخلية.. بوصفها صراعًا على المكسب الاستعماري
اقرأ أيضًا: الوحش الذي ربّته (إسرائيل) ينقلب عليها
ضمن هذا السياق المعروف كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن دور السلاح الإسرائيلي في كل انقلاب عسكري على مستوى الأرض، وأن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تتعاون مع الحكم العسكري في الضفة الغربية، ويطورون أسلحة وقدرات تُستخدم لقمع السكان المدنيين، وقتلهم دون محاكمة.
وتؤكد صحيفة هآرتس على استحالة العثور على ديكتاتور في العالم، لم تسلحه (إسرائيل) في ظل حكومتي اليمين واليسار.
وتسرد الصحيفة دور الصناعات العسكرية الإسرائيلية في تسليح الانقلاب العسكري في الأرجنتين سنة 1976، وكان الشرط الإسرائيلي الوحيد، هو أن تدعم الأرجنتين إسرائيل في الأمم المتحدة.
لقد تم عقد صفقات أسلحة مع نظام بنوشيه الدكتاتوري في تشيلي، سنة 1988، وتشمل الصفقة صواريخ أرض، وأنظمة رادار وصواريخ جو، ودبابات، وقد تفاخر إرهابيو تشيلي بان (إسرائيل) تزودهم بالسلاح دون أي شروط فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وتضيف الصحيفة: لقد قتل السلاح الإسرائيلي في ثمانينيات القرن الماضي أكثر من 200000 من السكان الأصليين في غواتيمالا، الذين اشتبهوا في قيامهم بأنشطة يسارية، وشملت “الصادرات الإسرائيلية” إنشاء مصانع أسلحة، وتوريد أنظمة مراقبة، ودعم من ضباط الموساد، وبيع قذائف الهاون التي استخدمت في قصف قرى السكان الأصليين، وتعترف صحيفة هآرتس: بتورط الأسلحة الإسرائيلية مع كل الانقلابات، والإبادة الجماعية في العالم.
فلماذا سلطت صحيفة هآرتس الضوء على الدور الإسرائيلي في نشر القتل والموت على مستوى العالم؟
من المعروف أن صحيفة هآرتس تقف ضد التعديلات القانونية، وتحاربها بكل قوة، لذلك حرصت الصحيفة على تحذير العسكريين الإسرائيليين من السكوت على التعديلات القانونية، والتي ستعرضهم للمحاكمات الدولية، سواء كانوا ضباطًا في الموساد، أو في الصناعات العسكرية، أو على رأس عملهم في الجيش.
وعلى هذا الدرب جاء حديث اللواء في الاحتياط ونائب رئيس الموساد الأسبق، عاميرام ليفين، الذي اعترف بأن (إسرائيل) تمارس التفرقة العنصرية في الضفة الغربية، وتقوم بمجازر كتلك التي قامت بها النازية.
هذا الاعتراف الخطير جدًا، والمهم جدًا، ما كان ليصدر لولا الانقسام بين المتطرفين الصهاينة، والصهاينة الأكثر تطرفاً.
نقول ذلك، ونحن نتمنى على المستوى السياسي الفلسطيني، أن يوثق كل تلك التصريحات، والوثائق، لتشكل مستندًا قانونيًّا لمحاكمة الغزاة الصهاينة.