الانتخابات واحدة من عناصر النظام الديمقراطي وأداة من أدواته، والمتتبع للحالة الوطنية يجد أن حركة حماس تتطلع إلى توافق وطني ودعم شعبي وفصائليّ لإجراء انتخابات الهيئات المحلية تحت رعاية هيئة الانتخابات، وتتصرف في سلوكها وخطواتها بمنطق المشاورة مع الكل الوطني دون إقصاء أو تفرد إيمانًا منها بأهمية مشاركة أكبر عدد ممكن من شعبنا الفلسطيني في صناعة القرار والمساهمة في السياسة العامة التي تمس حياتهم اليومية بممثليهم المنتخبين في الهيئات المحلية "البلديات" بإطار المشاركة الوطنية والاجتماعية الواسعة، وهو ما يعكس حالة وطنية مميزة في حاضنة المقاومة غزة بعيدًا عن التفرد والإقصاء وهو ما قاله زكريا أبو معمر القيادي في حركة حماس: "نتطلع أن تكون الانتخابات المحلية في قطاع غزة خطوة إلى الأمام على صعيد تحقيق الشراكة، والتقدم في مسار المصالحة الوطنية" في لقاء عقد في مدينة غزة بعنوان "اللقاء الوطني التشاوري لإجراء انتخابات الهيئات المحلية".
في إطار التحضيرات الجارية نجحت حركة حماس مع الفصائل الوطنية والإسلامية، والوجهاء، والمجتمع المدني في توفير بيئة سياسية ومجتمعية يسودها التوافق والانفتاح التام على كل القوى السياسية والاجتماعية والمستقلين ويعكس ذلك إيمان حركة حماس والقوى الوطنية بغزة أن رأس هذه المتطلبات هو الإرادة الحقيقية في تمكين الناس من ممارسة حقوقهم وأن تراعي العملية معيارَي الحرية والنزاهة كما أقرتها القوانين وعلى قاعدة احتياجات المواطنين، والظروف السياسية العامة التي تعيشها فلسطين.
اقرأ أيضا: لماذا لا تتحرك غزة باتجاه الانتخابات الديمقراطية؟
وفي ظل الحديث عن الانتخابات المحلية فإن نتائج الانتخابات المحلية وانعكاساتها وعلاقتها بالمواطن ستكون إيجابية، والدعوة إلى ضرورة مشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية في الانتخابات تكريسًا لقيم الديمقراطية والمساءلة المجتمعية وضرورة تهيئة الأجواء المناسبة لعقد الانتخابات، وحماية معايير النزاهة والشفافية والحياد، وضرورة تضمين القوائم الانتخابية لفئات الشباب، والنساء من أجل تطوير واقع الهيئات المحلية، وستكون خطوة إيجابية من أجل تحقيق الشراكة الوطنية.
لقد كان ظاهرًا الترحيب الشعبي الواسع بمخرجات اللقاء الداعي لإجراء الانتخابات المحلية، والآن بات مطلوبًا البدء في الإجراءات العملية وهو ما يدلل على أهمية إجراء الانتخابات المحلية لكونها استحقاقًا دستوريًا وحقًا كفله القانون الأساسي الفلسطيني للمواطنين، وفي إطار تعزيز الوحدة الوطنية والمجتمعية في أثناء خوض هذه الانتخابات على قاعدة إدراك طبيعة الانتخابات المحلية والعمل البلدي، وعلى قاعدة احتياجات المواطنين والظروف السياسية العامة التي تمر بها قضيتنا الوطنية.
وبات المطلوب التقاط هذا التوجه الإيجابي من حماس والقوى الوطنية بغزة من السلطة الفلسطينية للمضي نحو خطوة حقيقية نحو الشراكة الوطنية بتنفيذ الانتخابات المحلية بما يحقق خدمة المواطن وصولًا إلى الانتخابات الشاملة التي تعد مطلبًا شعبيًا وضرورة ديمقراطية.
كل الوقائع على الأرض تصب في التوجه أن نحو إجراء الانتخابات المحلية سيساهم في التداول السلمي للسلطة، وتعزيز ثقافة الديمقراطية وتعزيز النسيج الاجتماعي، والحفاظ على بنية النظام السياسي الفلسطيني، مع الإشارة إلى ضرورة إجراء انتخابات شاملة وعلى جميع مستويات مؤسسات الدولة، بما يحقق استعادة الديمقراطية بكل مكوناتها في فلسطين، وفي جانب مهم قال زكريا أبو معمر: "إن الانتخابات المحلية ليست بديلًا عن الانتخابات العامة، وإن حاجة شعبنا إلى الانتخابات العامة، التي تشمل المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة، حاجة ماسّة وملحّة، تمامًا كما حاجته إلى خطة وطنية شاملة، وقيادة وطنية موحدة"، وهو ما يبرز لنا رغبة حقيقية واضحة من حركة حماس في المضي بطريق الوحدة الوطنية ومحطة مهمة ومفصلية للبناء عليها نحو توافقات وطنية أكبر.