حذر الباحث المقدسي محمد الجلاد من خطورة مخططات الجماعات الاستيطانية الرامية لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك ومن ثم تنفيذ "ذبح البقرات الخمس" وصولًا لما يسمى إقامة "الهيكل".
وأكد الجلاد في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أن المخططات الاستيطانية بحق الأقصى "خطيرة للغاية" سواء المتعلقة بقداسته وتاريخه أو المتعلقة بالمصلين والمرابطين من الطرد والإبعاد والاعتقال، إضافة إلى إغلاق محلات المقدسيين وهدم منازلهم ومنعهم من البناء.
وأوضح أن المجموعات الاستيطانية تنفذ حاليًا ما يسمى "التأسيس المعنوي للهيكل" عبر التمهيد والشروع بالتقسيم الزماني والمكاني، عادًّا ذلك بمثابة "تجزئة الجريمة".
وأشار إلى أن الجماعات الاستيطانية تحاول حاليًا فرض "التقسيم الزماني" عبر جعل وقت خاص لاقتحام المستوطنين باحات الأقصى "وهذا ما بتنا نلمسه في السنوات الأخيرة".
اقرأ أيضا: صبري: "ذبح البقرات" بدعة وهمية ولن نسمح بالمساس بالمسجد الأقصى
ولفت إلى أن من شأن تلك الاقتحامات "أن تؤسس للوجود اليهودي الذي بات يتطور عبر طبيعة الشخصيات السياسية والدينية المشاركة بتلك الاقتحامات".
وقال: إن الطقوس التلمودية التي يؤديها المقتحمون تنتقل من السرية إلى العلنية (قراءة الصلوات والنفخ بالبوق والسجود الملحي)، محذرًا في الوقت ذاته من خطورة "التأسيس المعنوي" لبناء "الهيكل" والمتمثلة بـ"صلاة بركة الكهنة" بحسب معتقداتهم.
وأضاف أن "بركة الكهنة" ترتبط بـ"البقرات الحمراء" التي من شأنها دعوة لكل اليهود بضرورة اقتحام المسجد الأقصى لـ"التبرك بتلك البقرات ورمادها".
ونبّه إلى خطورة "ذبح البقرات" والتي من شأنها "أن يكون الأقصى أمام أعداد هائلة جدًا من المستوطنين المقتحمين في اليوم الواحد".
وذكر أنه -ومع نهاية هذا العام– ستكتمل الشروط المزعومة المتعلقة بـ"البقرات الخمس حيث سيتم ذبحها وحرقها في جبل الطور بالقدس ومن ثم يدمج رمادها بالماء ومن ثم يتم رشه على وفود اليهود ويحقق الطهارة".
وخلص الجلاد إلى أنه – وفي حال ذبح بقرة واحدة - وحرقها والشروع بما يسمى "تطهير المصلين" ستكون هناك أعداد هائلة من المستوطنين لاقتحام باحات الأقصى.
وتابع: "بدلًا من الحديث عن بضعة مئات سنتحدث عن آلاف المقتحمين في الأيام العادية، ومئات الآلاف في فترة الأعياد اليهودية، وبدلًا من الاقتحام من باب المغاربة سيتم تسخير كل البوابات لصالح الاقتحامات".
وأكمل أن "هذا يعني إغلاق المسجد طوال اليوم أمام المجموعات اليهودية ليتسنى للآلاف القيام بطقوسهم التلمودية".
ولم يستبعد الباحث في الشأن المقدسي أن تتراجع الجماعات الاستيطانية عن قرار "ذبح البقرات"؛ بحجة "وجود اختلال بأحد الشروط أو عبر توصية أمنية" إزاء خطورة الأحداث الأمنية في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.