تنتظر الفلسطينية وفاء الحاج المنحدرة من بلدة فارة بقضاء صفد، العودة إلى وطنها، وتؤكد أنها لن تتخلَّى عن حق العودة.
تعمل الحاج مشرفة تربوية في روضة القسام بمخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت، وأكثر ما تهتم به هو الملف الوطني الذي يعنى بتشكيل الهوية الوطنية للأطفال.
تقول: "قضية فلسطين هي الأساس في عملية التعليم، لذا نعلّم أطفالنا أنّ مساحة أرض بلدنا هي 27.9 ألف كيلومتر مربع، ونؤكد لهم أننا سنعود إليها، وشعار مؤسستنا هو: تربية، علم، وطن ووطنية".
وتتابع: "نكبة فلسطين عام 1948 هي القهر والحزن، لكنني ما زلت أشعر أننا سنعود. نتمسك جميعًا بأرضنا. حتى الكبار يريدون العودة، ولو على العكاز. نحن شعب حيّ تكبر كرامتنا بالعودة إلى قرانا ومدننا، ونقول للصهاينة المحتلين: إن هذه الأرض أرضنا، وكل ما فيها حق لنا، ارحلوا عنها لأنه سيأتي يوم عودتنا إلى فلسطين".
وتضيف اللاجئة الفلسطينية أن "دق الكبة في الجرن من تراث أهلنا في فلسطين، إذ كانت النساء قبل النكبة التي جعلتنا لاجئين يمددن البلاطات ويشتهرن بإعداد طبق الفراكة، في حين يذبح الرجال الخراف".
وتؤمن الحاج بأهمية إحياء هذا التراث والتقليد الفلسطيني، "لأننا بذلك نقول إننا لن ننسى فلسطين حتى إذا مرّ مائة عام على لجوئنا، ولن ننسى وطننا الذي سيظل قضيتنا الأولى والنهائية".
وتمضي بالقول: "لم نعش في فلسطين لكنها تعيش فينا، ويستحيل ألا نحيي هذه الذكرى في بلد اللجوء لبنان، كما علّمنا أولادنا أن الصهاينة احتلوا أرضنا، وغدروا بأجدادنا الذين قالوا لهم إنهم سيتركون فلسطين ليومين فقط ثم سيعودون، لكن ذلك لم يحصل حتى اللحظة".
وتؤكد أنه عبر إحياء التراث يتعلم الأطفال بأن بلدهم هي فلسطين، وأنهم كلاجئين يتمسكون بحق العودة إليها مهما طال الزمن، ومهما عشنا من سنوات اللجوء والقهر والحرمان.
وتردف: "علينا أن نؤكد دومًا لأطفالنا بأننا نتمسك بفلسطين وقضيتها. الوطن كرامة، من يفقده يفقد كل شيء، وتسرق منه الحياة. لن يفقد اللاجئون الذين عاشوا وما زالوا مرارة اللجوء والقهر والذل، الأمل بالوطن".
وتتمنى الحاج شخصياً لو تصل أطراف الجليل وترتمي على ترابها عندما تموت، فهي تود أن تدفن هناك، "وأتمنى أن أعود إلى فلسطين حافية القدمين، أدعس على الشوك، وأموت تحت شجرة، أترك الجمل بما حمل، ولا أسأل عن أي إنجاز حققته في لبنان، ففلسطين أغلى من الروح ومن كل شيء".