فلسطين أون لاين

سيستخدمها المستوطنون لإطلاق طقوس بناء "الهيكل" المزعوم

تقرير "5 بقراتٍ حمراء".. خرافة إسرائيلية تؤجج حربًا دينية

...
المزرعة التي تربى بها الأبقار الحمراء- أرشيف
القدس المحتلة- غزة/ أدهم الشريف:

حذرت شخصيات مقدسية ومراقبون من أن تنفيذ خرافة جلبت لأجلها جماعات "الهيكل" المزعوم المتطرفة خمس بقرات من أمريكا قبل أيام، لاستخدامها في إطلاق طقوس بناء ما يسمى "الهيكل الثالث" في المسجد الأقصى، سيؤدي إلى تأجيج حرب دينية.

وكشفت وسائل إعلام عبرية مؤخرًا النقاب عن تنسيق وتعاون بين وزارات في حكومة المستوطنين الفاشية برئاسة بنيامين نتنياهو، لرصد ميزانيات وبذل الجهود لتنفيذ رؤية ترميم "الهيكل" المزعوم في ساحات الأقصى.

ووفقًا لوسائل الإعلام ذاتها يعلِّق المستوطنون مؤيدو رؤية بناء "الهيكل" المزعوم آمالهم على "5 بقرات حمراء" اختيرت حسب شروط تنص عليها كتب تلمودية، وجيء بها على متن طائرة من ولاية تكساس الأميركية استنادًا إلى ميزانية رصدتها وزارات في حكومة الاحتلال.

وتقضي الطقوس "التلمودية" قبيل بناء "الهيكل"، "حرق البقرة الحمراء على جبل الزيتون، ومن ثّم نثر رمادها" قبالة الأقصى إيذانًا ببدء طقوس إقامة "الهيكل الثالث" المزعوم.

بدوره، قال خطيب المسجد الأقصى د.عكرمة صبري: إن الأساليب الجديدة التي يفتعلها المستوطنون وخاصة ما يتعلق بـ"البقرات الحمراء" دليل على إفلاسهم وعدم قدرتهم على إثبات حقهم بالمسجد الأقصى كما يدّعون.

وأضاف صبري لصحيفة "فلسطين": اليهود جاءوا ببقرات من أمريكا بحجة ارتباطها بـ"الهيكل" المزعوم، وهذه خرافات وأساليب ملتوية لإيجاد مبررات تتيح لهم فرصة وضع يدهم على الأقصى.

اقرأ أيضاً: هل المعركة في الأقصى فعلاً هي معركة ذبح قرابين؟

وحذر صبري من هذه الأساليب الخبيثة، مؤكدًا أن "الأقصى للمسلمين بقرار من رب العالمين وليس بقرار من هيئة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، والمسلمون وحدهم حراس وسدنة الأقصى؛ يحافظون عليه ويعمرونه ويمنعون المساس به".

مسؤولية المساس بالأقصى

وحمَّل صبري حكومة الاحتلال اليمينية مسؤولية أي مساس يلحق بالأقصى خاصة أن دعاة التطرف في دولة الاحتلال يمثلون الآن جزءًا من حكومة نتنياهو وكأنهم يتوهمون أن الظرف مناسب لهم لتنفيذ "مخططاتهم الجهنمية"، مضيفا: نعدّ ما يخططون له سينعكس عليهم سلبيًّا.

وتابع خطيب الأقصى: "الاحتلال بانتهاكاته المستمرة في القدس والأقصى أعلن حربًا دينية سلفًا، وأي عمل يقوم به يصب في الحرب الدينية وتهويد مدينة القدس والسيطرة على الأقصى والمقدسات".

من جهته، رأى الباحث المتخصص بشؤون القدس عبد الله معروف، أن موضوع البقرات الخمس لم يكن مفاجئًا خاصة أن البحث عن البقرة الحمراء أمر يعمل عليه اليهود منذ سنوات.

وبين معروف في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أنه قبل 15 سنة جاء المستوطنون ببقرة حمراء زعموا أنها تربت في النقب المحتل جنوبي فلسطين، إلا أن حاخامات يهود اعترضوا عليها بسبب ظهور شعرة سوداء فيها.

ولم يستبعد الباحث أن البقرات الخمس التي جلبوها من تكساس قد تمَّ هندستها جينيًا أو تهيئتها لإقناع المستوطنين بها، وفي حال تمكنت الجماعات المتطرفة المسؤولة عن ذلك من اقناع التيار الحريدي بجدوى ما تقوم به حاليًا فإن ذلك ينذر بخطر كبير في المسجد الأقصى؛ إذ إنها ستفتح الباب لأعداد كبيرة من "الحريديم" لاقتحام الأقصى.

ويبين معروف أن هدف الفكرة؛ إشعال المنطقة بالكامل عبر توسيع مساحة المقتنعين بفكرة اقتحام الأقصى.

من ناحيته عدَّ الباحث في شؤون القدس رضوان عمرو، خطوة جماعات "الهيكل" المزعوم "خطيرة جدًا وتكشف عن تقدم خطير في الاستعدادات الدينية لبناء "الهيكل" المزعوم بدعم وتبنٍّ رسمي من حكومة الاحتلال المتطرفة".

وأضاف عمرو في تصريحات صحفية: أن جماعات "الهيكل" تعمل بشكل مكثف مع الوزارات المختلفة ومع "الحاخامية العليا" في دولة الاحتلال على إجراءات بناء "الهيكل" ومتابعة ورعاية سلالة نادرة من الأبقار الحمراء.

وأشار إلى إحضار الأبقار مؤخرًا من أمريكا وفق تعاليم ومواصفات "تلمودية" مشددة، وهي تخضع الآن للمراقبة المشددة حتى يبلغ عمرها عامين وتكون جاهزة للذبح والحرق.

ويجمع اليهود حسب عمرو على أن "ظهور هذه الأبقار فيه إشارة لهم لبدء بناء "الهيكل"، وإقامة طقوس كاملة تمهيدًا لظهور ملك اليهود – المخلص".

ووفق المعتقدات اليهودية، بحسب عمرو، فيتحتم على اليهود ذبح الأبقار وحرقها واستخراج رمادها بمعايير خاصة لـ"تطهير المجتمع اليهودي"، وبدء تفويجه كاملًا لاقتحام الأقصى وممارسة طقوس بناء "الهيكل" المزعوم.