فلسطين أون لاين

يغيب عنها الدعم الرسمي

تقرير "لجان الحراسة" في الضفة.. مبادرات شعبية للتصدي لاعتداءات المستوطنين

...
"لجان الحراسة" الشعبية في الضفة الغربية
 نابلس-غزة/ محمد أبو شحمة:

تُعدُّ لجان الحراسة والحماية الشعبية إحدى أبرز الأدوات التي يستند إليها أهالي القرى والبلدات في الضفة الغربية المحتلة للتصدي لهجمات المستوطنين التي لا تتوقف على منازلهم وممتلكاتهم، وسط غياب تام للسلطة وأجهزتها الأمنية.

ولا تمتلك لجان الحماية التي تعمل على حراسة مداخل القرى والبلدات ورصد تحركات جيش الاحتلال ومستوطنيه، إلا أدوات ومعدات بدائية مثل العصي والحجارة للدفاع عن أنفسهم وعن مناطقهم، في مقابل مستوطنين مسلحين يحظون بحماية كاملة من جنود الاحتلال.

وأول من أمس، استشهد الشاب قصي معطان (19 عامًا) برصاص مستوطنين، في أثناء التصدي لهجوم نفذوه على قرية برقة، جنوب شرقي مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

أداة فاعلة

ويقول الناشط في المقاومة الشعبية ورئيس المجلس القروي لقرية برقة سابقًا، سامي دغلس، إن اللجان الشعبية تعد أداة فاعلة لمراقبة المستوطنين وتنبيه المواطنين عند اقتحاماتهم للقرى والبلدات في الضفة الغربية.

اقرأ أيضاً: تقرير لجان الحراسة الشعبية.. مسعى للتصدي لاعتداءات المستوطنين

وأوضح دغلس لصحيفة "فلسطين"، أن تشكيل اللجان الشعبية داخل القرى والبلدات يبدأ بمبادرات شعبية بالدرجة الأولى، ثم يكون بعض التبني من الفصائل لها.

وشدد على أهمية تقديم المزيد من الدعم للجان الشعبية لضمان استمرار عملها وعدم التوقف عن الحراسة عندما تتراجع وتيرة هجمات المستوطنين وتهدأ الأوضاع، لكونهم ينفذون هجمات مفاجئة في أوقات مختلفة من الليل.

ولفت دغلس إلى أن اللجان الشعبية بحاجة إلى تفعيل واستمرار الحراسة الليلية في القرى والبلدات، وعدم ترك أي أراضٍ خالية من وجودها، لكون المستوطنين يتراجعون في حالة شعروا بوجود كبير للمواطنين أو مجموعات تعمل على صد هجماتهم.

مخططات للمستوطنين

من جانبه، أكد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، أن كل المعطيات تظهر وجود مخططات للمستوطنين لتنفيذ هجمات ضد ممتلكات المواطنين وحرقها، وقتلهم، كما حدث في بلدة حوارة جنوب نابلس، سابقًا.

وقال دغلس لصحيفة "فلسطين": "أي بلدة أو قرية تتشكل فيها لجان حماية شعبية يخشى المستوطنون الاقتراب منها أو تنفيذ هجمات ضدها".

وشدد دغلس على ضرورة دعم تشكيل اللجان الشعبية داخل القرى والبلدات من أجل وقف هجمات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم.

من ناحيته، أكد منسق مجموعة شعبية لحماية المواطنين في جنوب نابلس، سامر حمايل، أن تشكيل اللجان الشعبية في قرى الضفة يكون بمبادرات الأهالي.

وقال حمايل لصحيفة "فلسطين: "إن تفعيل اللجان الشعبية يكون عند هجمات المستوطنين، وذلك باستخدام أدوات بسيطة متوفرة مع سكان القرى والمزارعين".

وبين أن نجاح اللجان الشعبية يحتاج إلى تفعيل دورها بشكل أكبر في قرى الضفة الغربية، خاصة مع تزايد هجمات المستوطنين وشراستهم في المرحلة الأخيرة ضد ممتلكات المواطنين ومزارعهم.

وذكر أن مهمة اللجان الشعبية تعتمد على تشارك المواطنين في السهر والتناوب لحماية المنازل والأراضي والممتلكات، ومنع وصول المستوطنين إليها، مشيرًا إلى أن هذه الجهود أثبتت نجاحها في بلدة بيتا.