فلسطين أون لاين

​قبل استقبال الابن الثاني.. تهيئة الأكبر ضرورية

...
غزة - نسمة حمتو

دائمًا تكون خبرة الأم في التعامل مع الطفل الأول محدودة، بدرجة قد تجعل من هذا الطفل حقل تجارب بالنسبة لها، وسواء استخدمت معه أساليب تربوية صحيحة أو خاطئة، فإن اهتمامها به كبير جدًا، وغالبًا ما يحصل على كمية كبيرة من الحنان والعطف بحكم أنه الابن الأول، ويكون محبوبًا من باقي أفراد الأسرة، وعندما تُرزق الأسرة بابنها الثاني فغالبًا ما تقع في خطأ في التعامل مع الأول.

تهيئة

في إجابة الأخصائي النفسي والتربوي إياد الشوربجي عن سؤال كيف نتعامل مع الطفل الأول عند قدوم الطفل الثاني؟ قال: "من الضروري جدًا تهيئة الطفل الأول لاستقبال المولود الجديد، حتى قبل ميلاده، خاصة إذا كان الأكبر ذكيًا وبعمر يجعله يعي ما يدور حوله".

وأضاف لـ"فلسطين"، أن هذه التهيئة تتم من خلال الحديث باستمرار مع الطفل الأكبر عن الابن القادم، وتشجيعه بإعطائه بعض الهدايا ليخبئها لأخيه، وهذا يجعله يتشوق أكثر لاستقباله، متابعًا: "كما أن ترتيب بعض الحاجات الخاصة بالطفل الأول والثاني معًا مهم جدًا، فعند إحضار الملابس للمولود الجديد، الأصل شراء بعض الملابس الجديدة له كي لا يشعر بالغيرة".

وواصل: "عند ولادة الطفل الثاني، من الضروري على الأهل البقاء على ما كانوا عليه من العادات في التعامل مع الطفل الأول، كي لا يتفاجأ أن هناك شخصًا سلب منه الاهتمام والعطف"، مبينًا: "فالطفل إذا وجد فتورا في التعامل معه من قبل الأهل ربما تزيد نسبة الغيرة عنده من أخيه، وعلى الأم أن تسعى جاهدة لإظهار تجاهل الطفل الجديد ومحاولة التقرب من الطفل الأول".

وأوضح الشوربجي أنه بالإمكان إعطاء الطفل هدية وإخباره أنها من أخيه، من أجل توثيق العلاقة بينهما، لافتًا إلى أنه "في حال انشغال الأم مع المولود الجديد الأصل أن يلتفت الأب للطفل الأول، باصطحابه إلى أماكن ترفيهية كي لا يشعر بتغيير في الأسرة، وإذا كان هناك تغيير فيجب أن يكون لصالحه".

وفيما يتعلق بالمشكلات التي يمكن أن يقع فيها الطفل الأول نتيجة قدوم مولود جديد، أشار الشوربجي إلى أنه في حال عدم تهيئة الأكبر لاستقبال الأصغر سيشعر بانعدام الأمان والعدل في الأسرة، وقد تظهر بعض المشكلات كقضم الأظافر ومص الأصبع والتبول اللاإرادي، وأحيانا العدوانية، أو السرقة.

وقال: "أما الطفل الثاني فقد يتعرض للإيذاء والتسلط من قبل الأول، وتبقى العلاقة متوترة بينهما".