فلسطين أون لاين

​الاحتلال يبدأ جولةً جديدة من إسقاط المواطنين في وحل التخابر

شكاوى تصل "الأمن الداخلي" مؤخراً حول اتصالات لأرقام دولية مجهولة

...
غزة - نور الدين صالح

في ظل الحديثِ الإيجابي عن إتمام المصالحة الفلسطينية تنتهز مخابرات الاحتلال الاسرائيلية الفرصة للإيقاع بالمواطنين في قطاع غزة؛ ومحاولة اسقاطهم في مستنقع التخابر والعمالة معه، للحصول على معلومات من شأنها أن تلحق الضرر بالمقاومة الفلسطينية.

ولجأت مخابرات الاحتلال الاسرائيلية في الآونة الأخيرة إلى اتباع إجراءات جديدة تهدف إلى إسقاط المواطنين في وحل التخابر، وهو ما حذر منه جهاز الأمن الداخلي في القطاع.

وأشار "الأمن الداخلي" عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، إلى أنه تلقى عدداً من شكاوى المواطنين حول تلقيهم اتصالات من أرقام دولية مجهولة، تقف خلفها أسماء وهمية، تدعي أنها تقوم بإجراء دراساتٍ حول عدد من القضايا اليومية في المجتمع الفلسطيني بالقطاع.

وبيّن، أن هذه الاتصالات أداة من أدوات مخابرات الاحتلال في جمع المعلومات، ومحاولة تجنيد المواطنين؛ للإيقاع بهم في وحل التخابر.

وطلب الأمن الداخلي من المواطنين بعدم التعامل مع الأرقام المشبوهة، وخاصة التي تعمل على جمع المعلومات.

هندسة اجتماعية

من جانبه أكد المختص في الشأن القومي محمد أبو هربيد، أن مخابرات الاحتلال أجرت اتصالاتٍ مع عدد من المواطنين في محاولة منها لإسقاطهم في وحل التخابر؛ مستغلةً الظروف والأحداث التي تعّج بقطاع غزة مؤخراً في ظل الحديث عن المصالحة.

وأشار إلى أن الاحتلال يمارس عملية التخابر، عبر تواصله مع المواطنين وظهوره بمظهر حسن، مستغلاً الظروف البيئية والسياسية الراهنة.

وقال أبو هربيد لــ"فلسطين" إن مخابرات الاحتلال تتعامل وفق سياسة يُطلق عليها "الهندسة الاجتماعية"، لإسقاط أكبر عدد ممكن من المواطنين.

ويُعرّف "الهندسة الاجتماعية"، أنها فن اختراق العقول وإقناع المواطن بالتعاطي معه، من أجل أخذ أكبر قدر ممكن من المعلومات منه.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المحاولات لم تكن الأولى، حيث استخدمت مخابرات الاحتلال في وقت سابقٍ أسماء وهمية لمؤسسات وجمعيات خيرية، وانتحلت أسماء حقيقية في تواصلها مع المواطنين، حيث ادعت أنها ستقدم لهم مساعدات مالية، طالبةً منهم بعض البيانات الخاصة بهم، ومن ثم تدرجت لمعلومات عن مناطق سكناهم بشكل عام.

واستطاعت المخابرات تجنيد أحد العملاء من خلال هذا الأسلوب بعد أن استدرجته في إدلاء المعلومات.

خطط استراتيجية

ويرى أبو هربيد، أن عملية تجنيد العملاء التي ينفذها الاحتلال تتم وفق خطة وتعليمات واضحة، وتحديد بنك الأهداف.

ومن المؤكد أن الاحتلال يسعى دائماً إلى اسقاط أكبر عدد من المواطنين في القطاع، لجمع أكبر قدر من المعلومات حول تفاصيل المقاومة، للنيل منها ومحاولة القضاء عليها، وهو ما لم يقدر عليه حتى الآن، وفق خبراء أمنيين وعسكريين.

وأوضح أن عملية التجنيد يحكمها برنامج يستند إلى حاجة الاحتلال للعنصري البشري في القطاع، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على المعلومات والتفاصيل التي يحتاجونها.

ويتفق المحلل والخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي مع سابقه، مشيراً إلى أن الاحتلال لديه مخطط واستراتيجية واضحة، يسير عليها، لإسقاط أكبر قدر ممكن من المواطنين.

وقال الشرقاوي خلال اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين": إن الاحتلال يسير وفق مخطط لمسخ الضحية- الشعب الفلسطيني- ونفيها وكأنها غير موجودة.

وفي السياق نفسه، لفت إلى أن الاحتلال يعتقد أنه شارف على المراحل الأخيرة من تصفية القضية الفلسطينية، لذلك يحرص على إيجاد أكبر عدد ممكن من العملاء.

وبيّن أن الاحتلال يهدف من خلال ذلك، لإيصال رسالة للعالم مفادها بأن "الشعب الفلسطيني يضم عدداً كبيراً من العملاء".

ويحيط المشهد الفلسطيني ومحاولات الاحتلال لإسقاط متخابرين معه بعد اتمام المصالحة الفلسطينية، حالةٌ من الضبابية، لاسيما أن السيناريو المتوقع هو زيادة الانفتاح والتواصل مع العالم الخارجي.

وهنا ربما يلجأ الاحتلال للتواصل مع أناس لا يرغبون بإتمام المصالحة، واستغلالهم لتزويدهم بالمعلومات المتعلقة بقطاع غزة، وما يدور بين أروقتها السياسية من جهة، والمقاومة من جهةٍ أخرى، وفق مختصٍ أمني.

ويعيش الشارع الفلسطيني في الوقت الراهن حالةً من التفاؤل في ظل الخطوات الجدية التي بدأت فعلياً على أرض الواقع، من حركتي حماس وفتح.