فلسطين أون لاين

غضب شعبي لإزالة أمن السلطة سواتر تعيق اقتحامات الاحتلال لمخيم بلاطة

...
سواتر ترابية تعيق تقدم قوات الاحتلال
نابلس/ خاص "فلسطين":

اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وأجهزة أمن السلطة، مساء أول من أمس، أثناء محاولة إزالة حواجز حديدية وصخريّة عند مدخل مخيم بلاطة شرق نابلس منصوبة بهدف إعاقة اقتحام قوات الاحتلال للمخيم.

واستعانت أجهزة أمن السلطة بجرافات في عملية إزالة هذه العوائق، مما أثار استياء السكان بالمخيم ودفع بعضهم لرشق عناصر هذه الأجهزة بالحجارة، التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع داخل أزقة المخيم، ما تسبب في حالات اختناق في صفوف المواطنين.

عبد الله حشاش، أحد سكان المخيم، شهد ووثق الاشتباكات وقال: "شهدنا تصاعدًا في التوترات بين المقاومين وقوات الأمن، وسمعنا أصوات إطلاق نار كثيفة داخل المخيم ومحيطه عندما بدأت الجرافات في عملية إزالة الحواجز".

وأضاف حشاش لصحيفة "فلسطين" أن معظم السكان يرفضون إزالة الحواجز، موضحا السبب بقوله: المخيم يتعرض لاقتحامات من قوات الاحتلال وقواته الخاصة تقريبًا كل يوم، وإزالة هذه العوائق تعود بالفائدة للقوات، وهذا أمر غير مقبول ولا يمكن التساهل فيه.

وتشهد مخيمات الضفة الغربية المحتلة، وخاصةً مخيمات جنين وعقبة جبر، والعين، والدهيشة، ونور شمس وغيرها، اقتحامات شبه يومية من قوات الاحتلال، وتكون هذه الاقتحامات غالبًا مصحوبة بعمليات اعتقال وإصابة مواطنين، وفي بعض الحالات ينجم عنها ارتقاء شهداء، وعلى الرغم من ذلك، لا تتدخل أجهزة أمن السلطة في مواجهة هذه الاقتحامات.

حواجز ضرورية

الشاب ناصر، الذي اكتفى باستخدام اسمه الأول، سلط الضوء على أهمية وجود الحواجز والعوائق في المخيم، مشيرا إلى أن وضعها يعد ضروريًا نظرًا للظروف التي يعيشها المخيم، وذلك لتعطيل سرعة اقتحام جيش الاحتلال في حال حدوثه.

وأوضح ناصر لـ"فلسطين" أن كل دقيقة تلعب دورًا حاسمًا في منح المقاومين المطلوبين والملاحقين فرصًا إضافية للاستمرار أو الانسحاب والاختباء من قوات الاحتلال، لذا فإن إزالة العوائق غير مبررة.

وأضاف أن إزالة هذه العوائق ستؤدي إلى تسريع هجمات قوات الاحتلال على المقاتلين، مشيرًا بذلك إلى وقوع حوادث مماثلة سابقة في مخيمات أخرى في الضفة الغربية، مثل مخيم نور شمس بطولكرم ومخيم جنين.

ووفقًا لمتابعين، يتجنب رجال المقاومة تصعيد الاشتباكات والتصادم مع أجهزة أمن السلطة، وذلك من أجل الحفاظ على الوحدة الداخلية وتجنب التورط في صراعات داخلية تخدم أجندات الاحتلال.

في هذا السياق، يقول ماجد الطيراوي، الذي شاهد الاشتباكات بين المواطنين وقوات أمن السلطة، إنه إذا منعت قوات الأمن جنود الاحتلال من اقتحام المخيم وحماية المقاومين دون توجيه اعتقالات أو تنسيق أمني، فإن سكان المخيم سيزيلون العوائق بأنفسهم.

ومع ذلك، يتفهم الجميع أن هذا السيناريو غير واقعي، كما يضيف الطيراوي لـ"فلسطين"، مشيرا إلى أن رئيس السلطة محمود عباس أعلن في لقاء الأمناء العامين للفصائل بمدينة العلمين المصرية مؤخرًا أنه يُسمح فقط بالمقاومة الشعبية السلمية، وهذا يعني أن أشكال المقاومة المسلحة قد تتعرض لقمع أو منع.