فلسطين أون لاين

مزارعون يناشدون بتفعيل صندوق التعويض

تقرير موجة الحر تتسبب بأضرار متفاوتة للقطاع الزراعي في غزة

...
صورة توضيحية
غزة/ رامي رمانة:

تسببت موجة الحر بأضرار متفاوتة للقطاع الزراعي، بشقيه النباتي والحيواني في قطاع غزة، وقد رفع المزارعون والمربون نداءاتهم لتفعيل صندوق تعويض المزارعين ودرء المخاطر لمساعدتهم على تجاوز الأزمات التي يتعرضون لها.

وأفاد المزارع سلامة مهنا (68 عامًا)، بأن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال الأسبوعين الماضيين أدى إلى تلف ثلث مساحة الخضراوات المزروعة في حقله الذي يقع في القرارة جنوب قطاع غزة.

ونظرًا لعدم انتظام التيار الكهربائي، اضطر مهنا لتشغيل المولد الكهربائي لتشغيل آبار الري وسقي المزروعات، وهو ما زاد من نفقاته. وأشار إلى أن الحرارة المرتفعة دفعته إلى زيادة مرات الري لتصل إلى مرتين يوميًا للحفاظ على ما تبقى من المحاصيل.

وعلق مهنا في حديثه لصحيفة "فلسطين" على انخفاض حاد في أسعار الخضراوات بسبب ضعف القوة التسويقية مما يجعل من الصعب عليه تحقيق التكاليف التشغيلية.

من جانبه، تحدث مربي الدواجن، أمين المصري، عن الآثار السلبية لموجة الحر على مزارع تربية الدواجن، وأن المربين يحاولون قدر الاستطاعة التقيد بالتعليمات والإرشادات لتفادي تكبدهم خسائر مالية.

واضطر المصري إلى بيع منتجاته بأسعار متدنية، بسبب خوفه من وقوع نفوق للدواجن إذا استمرت درجات الحرارة العالية، حيث يبيع كيلو الدجاج على أرض المزرعة عند 8 شواقل.

وبين في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه تكبد خسائر بقيمة 150 ألف شيقل من جراء ارتفاع درجات الحرارة في يونيو الماضي. 

بدوره أكد مدير الجمعية الزراعية للفقاسات والدواجن والأعلاف ماجد جرادة، أن المربين يتبعون بجدية التعليمات التي تصدرها وزارة الزراعة والجمعيات ذات العلاقة بشأن الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها في مثل هذه الظروف الجوية.

وأشار جرادة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أنه لاحظ انحسار الخسائر في تربية الدواجن، نظرًا لزيادة اعتماد المربين على مشاريع تربية حديثة تساعد على تقليل معدلات النفوق، وذلك يعود بالأساس إلى تحسين التحكم في درجات الحرارة، حيث تعتبر هذه الخطوة أحد العوامل الأساسية للسيطرة على الظروف الجوية والمحافظة على صحة الدواجن.

وأوضح جرادة أنه في أبريل 2022، كان هناك 350 مربي دواجن تضرروا من تداعيات موجة الحر التي أثرت على القطاع بشكل كبير.

من جانبه أكد الخبير الزراعي، نزار الوحيدي، أن ما يتعرض له المزارعون والمربون يُؤكد أهمية تفعيل صندوق تعويض المزارعين ودرء المخاطر في قطاع غزة كما في الضفة الغربية.

وأوضح الوحيدي لصحيفة "فلسطين" أن تفعيل الصندوق سيكون له دور كبير في تقديم الدعم والتعويضات للمزارعين المتأثرين بالظروف الجوية القاسية، وهذا سيشجع المزارعين والمربين على الاستمرار في أنشطتهم وتطويرها بما يتوافق مع احتياجات السلة الغذائية.

ونبه إلى أن تفعيل صندوق تعويض المزارعين يُعتبر خطوة مهمة لدعم القطاع الزراعي وضمان استمرارية الإنتاج الزراعي في ظل التحديات المناخية والبيئية.

وحسب إحصائية وزارة الزراعة يوجد في قطاع غزة (1640) مزرعة دجاج لاحم، و(450) مزرعة دجاج بياض، و(120) مزرعة حبش، ونحو (300) مزرعة صغيرة من أبقار الحلوب، و(90) مزرعة عجول تسمين، (480) مزرعة لتربية الأغنام.

وحسب تقديرات حديثة صادرة عن وزارة الزراعة يوجد (180) ألف دونم من الأراضي الزراعية في قطاع غزة. ويساهم القطاع الزراعي بنسبة (5.7%- 6%) في الناتج القومي الإجمالي.

يجدر الإشارة إلى أن القطاع الزراعي في غزة يُعد من القطاعات الأساسية والضرورية للمجتمع في تأمين الغذاء، إلا أنه يواجه تحديات وعقبات عديدة أشدها استهداف الاحتلال المتكررة للأراضي الزراعية وتجريفها، ومنع المحاصيل من التسويق إلى الخارج، ومنع توريد أدوات زراعية بزعم الاستخدام المزدوج.