فلسطين أون لاين

طحالب "السبيرولينا".. غذاء خارق تنتجه مزرعة صغيرة في غزة

...
طحالب السبيرولينا
غزة/ هدى الدلو:

في دفيئته الزراعية ينتقل عبد القادر بكر، بين حلم عمره -الأحواض- بعد ثلاثة أعوام من التجارب والمحاولات، والتي أنشأها لزراعة طحالب "السبيرولينا" المخصصة لإنتاج فيتامينات تتناسب مع الإنسان والحيوان والنبات.

يقول بكر (28 عامًا) وهو من سكان مدينة غزة، وحاصل على دبلوم مساعد مهندس زراعي: "بحكم اطلاعي على الأبحاث الخارجية، كنت أقرأ كثيرًا عن طحالب السبيرولينا وفوائدها العظيمة، لأصب شغفي وجهدي في البحث والتمحيص أكثر، سعيًا لإجراء تجارب عملية في غزة التي تفتقد لكثير من الإمكانيات".

ويضيف أن المتابعة الدائمة للتعرف على طبيعة وفوائد هذا النوع من الطحالب في التغذية البشرية، والأسمدة الحيوية الخاصة بالنباتات والحيوانات، دفعته للبحث أكثر عن كيفية إنتاجها.

مشروع ريادي

ويوضح أنه بدأ في عام 2019 العمل على فكرة مشروعه الريادي الذي لا يوجد له مثيل في فلسطين، فعمل على استيراد عينات من طحالب "السبيرولينا" من الخارج، ليتأكد من المسار الذي يسلكه صحيحًا، "وذلك بعد خوضي تجارب لإنتاج الطحالب محليًّا، ولكن الاحتلال الإسرائيلي منع استيراد بعض المواد الخام بدعوى أنها مزدوجة الاستخدام".

طحالب السبيرولينا (1).jpeg

وبعد جهد طويل وعناء مالي تمكن بكر من استيراد عينات من هذه الطحالب، مبينًا أن الأشخاص الذين تواصل معهم لجلب العينات، طلبوا مقابلًا ماليًّا كبيرًا بسبب مخاطر حملها وحاجتها للتخزين، والنقل بشكل سليم كي لا تتلف.

وتعد " السبيرولينا" أحد أنواع الطحالب البحرية التي تنمو في المياه المالحة، وتتميز باللون الأخضر المائل للزرقة، وتعرف باسم "الغذاء الخارق"؛ نظراً لما تحتويه من عناصر غذائية وفيتامينات مثل: فيتامين (A) و(E) و(D)، والمعادن مثل الكالسيوم، والحديد، والماغنسيوم، والبوتاسيوم، والنحاس، والفوسفور، وحمض جاما لينولينيك، وبيتا كاروتين، وحمض اللينوليك، وحمض الأراكيدونيك، والأحماض النووية، والكلوروفيل، والفيكوسيانين. كما تحتوي " السبيرولينا" على مضادات الأكسدة والبروتين.

مراحل الإنتاج

أما عن كيفية إنتاج طحالب "السبيرولينا"، فيذكر بكر أنه تواصل مع خبراء عرب وأجانب من الخارج، لإفادته في كيفية أقلمة تلك النبتة مع أجواء غزة ومناخها، مبينًا أنه قام بوضع عينات تحت أشعة الشمس، وأخرى في الظل وتحت المطر، ففشلت أربع تجارب، وبقيت عينة واحدة على قيد الحياة، وتمكن من عمل محاليل مغذية للطحالب لتبقى على قيد الحياة، وفي نهاية عام 2022 تمكن من عمل تركيبة غذائية حافظت على نمو الطحالب وتكاثرها.

ويمر خط عملية الإنتاج بعدة مراحل، تعتمد بدايته على تركيب محلول خاص في العينة الطحلبية الحية شهرًا، لتبدأ بعدها عملية التجانس والتكاثر والزراعة، يلي ذلك عملية الانقسام والكثافة، ومن ثم مرحلة البناء الضوئي للطحالب والقطاف.

تأتي بعد ذلك مرحلة تصفية الطحالب عبر فلاتر خاصة، ومن ثم يتم غسلها بالماء من أجل تجفيفها عبر فرن حراري في درجة لا تزيد على 40 درجة مئوية من أجل الحفاظ على قيمتها الغذائية، ثم يتم طحنها وتعقيمها بالإشعاع للقضاء على أي نوع من البكتيريا، وفي النهاية يتم تعبئتها وتغليفها أكياسًا".

ويلفت بكر إلى أن المتر المربع من "السبيرولينا" يتنج 10 جرامات في اليوم من طحالب "السبيرولينا" الجافة.

وكانت لدى بكر مخاوف من عدم إقبال الناس على هذا النوع من الطحالب التي ينتجها، ولكن تبين له أن بعض الناس يعمل على استيرادها كمنتج خام من البريد من ماليزيا وأمريكا بتكلفة عالية، لعدم توفرها في قطاع غزة.

طحالب السبيرولينا (4).jpeg

فوائد ومحاذير

ويخطط الشاب لتوسيع مشروعه بإنشاء خط إنتاج صناعي يستفيد من طحالب "السبيرولينا" في عمل مكملات غذائية، ومنتجات التجميل، وصبغات الشعر، والزيوت، وغيرها.

ووفق موقع "ويب طب"، فإن "السبيرولينا" مقاومة لأمراض السرطان، وتقي من أمراض القلب، وتقلل أعراض التهاب الأنف التحسسي، وتساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، وتقلل الشهية للطعام، مما يساعد في فقدان الوزن، وتحسن صحة الجهاز الهضمي، وتقلل من نسبة الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية.

ويشير الموقع الطبي إلى مجموعة من الأضرار عند تناول الكثير من "السبيرولينا" تشمل الغثيان والتقيؤ، والإسهال، والصداع، والدوخة، والحساسية، والألم العضلي، ومشكلات في النوم.

بينما تشمل الأعراض الجانبية الأكثر شدة ونادرة الحدوث ما يأتي: رد فعل تحسسي شديد وتورم الحلق وحينها يلزم التوقف فورًا عن استخدامها.

ويشدد الموقع على أن استخدام "السبيرولينا" غير آمن في أثناء الحمل، وللأطفال، والمصابين بأمراض المناعة الذاتية، والمرضى الذين سوف يخضعون للجراحة.