فلسطين أون لاين

توصيات بأصناف جديدة وتعديل الأنماط الزراعية لحماية العنب من التغيّر المناخي

...
توصيات بأصناف جديدة وتعديل الأنماط الزراعية لحماية العنب من التغيّر المناخي
غزة/ رامي رمانة:

أوصى مزارعون وخبراء زراعيّون واقتصاديون بتدخلات مشتركة لحماية محصول العنب في فلسطين من تأثيرات التغيرات المناخية، إذ أشاروا إلى عدة إجراءات مهمة لتحسين الإنتاج وتقليل الخسائر منها إدخال أصناف جديدة من العنب تتكيف مع طقس وتربة وملوحة المياه، وتعديل الأنماط الزراعية وسلوك المزارعين لتكون أكثر ملاءمة للتحديات المناخية، وتطبيق التقنيات الزراعية الحديثة لزيادة الكفاءة.

وأكد مدير دائرة البستنة الشجرية في وزارة الزراعة، محمد أبو عودة، أن التغيرات المناخية أدت إلى انخفاض في إنتاج العنب في الموسم الحالي، وبناء على ذلك، أبدت الوزارة القلق وبدأت في التعاون والتشارك مع المؤسسات ذات العلاقة لتحسين الوضع.

وبين أبو عودة لصحيفة "فلسطين" أن مساحة العنب في قطاع غزة تبلغ 7000 دونم، 6000 دونم مثمرة و1000 دونم غير مثمرة، مرجحًا أن يصل إجمالي إنتاج العنب في الموسم الحالي إلى 4000 طن من الأصناف المختلفة.

وأشار إلى أن الإنتاج لا يكفي لتلبية الاحتياجات مما يجعل الوزارة تبحث عن الحلول، بما في ذلك فتح المجال لاستيراد كميات من العنب من أسواق الضفة الغربية والمصرية لتغطية العجز.

اقرأ أيضًا: مزارعو غزة يتحضرون لطرح محصول العنب في الأسواق

من جانبه أفاد المزارع الخمسيني حماد أبو عرادة من رفح، جنوب قطاع غزة، بأن درجات الحرارة المرتفعة والرياح الخماسينية التي صاحبت بداية الموسم، تسببت في خسائر كبيرة لمزرعة العنب الخاصة به الممتدة على مساحة (25) دونمًا.

وبين أبو عرادة، لصحيفة "فلسطين" أن أكثر أصناف العنب تأثرًا هو الأحمر، سجلت نسبة الخسائر 80%.  

وحث أبو عرادة مؤسسات قطاع الزراعة ووزارة الزراعة على تقديم الدعم والمساعدة للمزارعين، وتزويدهم بالمعدات والأدوات اللازمة للتكيف مع التغيرات المناخية، إضافة إلى تقديم أنظمة طاقة شمسية لمساعدتهم على التعامل مع انقطاعات التيار الكهربائي المستمرة.

وأشار أبو عرادة إلى أن زراعة العنب من المجالات الزراعية التي تمثل مصدر دخل رئيس للعديد من الأسر في القطاع المحاصر والمكدس سكانيًا.

من جانبه، أوضح، نقيب المهندسين الزراعيين، سعيد الكفارنة، أن المدة الممتدة من مارس إلى يوليو شهدت تغيرات في درجات الحرارة نتيجة التغير المناخي العام الذي يشهده العالم، وبالتالي هذه التغيرات في درجات الحرارة تتطلب تعاونًا مشتركًا بين المزارعين والجهات ذات العلاقة لتقديم المساعدة والإرشاد للمزارعين بشأن أوقات الزراعة والري والقطف وبقية العمليات الزراعية الأخرى.

ودعا الكفارنة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى ضرورة اعتماد أصناف جديدة من العنب تتكيف مع تربة وملوحة وطقس قطاع غزة، لتحسين نتائج المحصول وتقليل الخسائر.

اقرأ أيضًا: تقيك من أمراض كثيرة.. تعرف على فوائد فاكهة العنب

وفي السياق أكد المدير العام لاتحاد لجان العمل الزراعي، محمد البكري، أن التغير المناخي لم يقتصر فقط على محصول العنب في قطاع غزة، بل أثر أيضًا على محاصيل أخرى مهمة مثل الزيتون واللوزيات، مشددًا على أن ذلك يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الجهات لمساعدة المزارعين في تجاوز الخسائر وتحقيق الأمن الغذائي.

وأشار البكري في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن قطاع غزة منطقة ساحلية تتأثر بارتفاع معدل الرطوبة ما يؤثر سلبًا على المحاصيل الزراعية، لذلك يجب استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة للتكيف مع هذه التغيرات الجوية وتوفير مصادر مياه مستدامة واستحداث أصناف جديدة تتماشى مع تلك الظروف المناخية.

وأكد البكري أهمية إنشاء مراكز أبحاث زراعية خاصة في فلسطين، حيث أن الاعتماد على تجارب الآخرين لا يكون دائمًا مناسبًا نظرًا لاختلاف التربة والطقس ونوعية المياه في فلسطين عامة وفي قطاع غزة خاصة.

وحث البكري أصحاب القرار على جلب خبراء زراعيين من الخارج إلى فلسطين للاستفادة من المعلومات الجديدة في القطاع الزراعي، لأن ذلك سيساهم في تحسين الإنتاج، وتعزيز قدرة المزارعين على التكيف مع التحديات المناخية وتحقيق الاستدامة الزراعية.