يعتاد المزارع الأربعيني محمد شملخ التبكير إلى أرضه الواقعة في منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة، لمتابعة شجيرات العنب المعلقة في حقله الممتد على مساحة (4) دونمات زراعية، تمهيداً لقطف العناقيد المكتملة النمو بعد أسبوعين تقريباً.
شملخ الذي يعمل في مهنة الزراعة منذ نعومة أظافره يزرع في أرضه المذكورة ثلاثة أصناف من العنب: القريشي (2) دونم، الدابوقي دونم واحد، وازراقي دونم واحد.
يبدأ شملخ حسبما تحدث لصحيفة "فلسطين" التجهيز لموسم العنب في شهر نوفمبر، ويزود جذور شجيرات العنب بسماد عضوي ومواد كيماوية في ديسمبر.
ويوزع شملخ شبكة ري على طول امتداد الحقل، يضطر إلى استخدامها إذا كانت كميات الأمطار المتساقطة في فصل الشتاء غير كافية.
وأشار إلى أنه في شهري "فبراير" و"مارس" يشرع بتقليم أغصان أشجار العنب، حتى يتيح للعناقيد النمو دون معيقات.
وفي شهر "أبريل" حيث ذروة فصل الربيع، يحيط المزارع شملخ أرضه بسواتر جانبية حتى يعيق على الرياح إحداث كسور أو تلف في الزهور أو حبيبات العنب.
يبدأ المزارعون في قطف المحصول في منتصف يوليو أو مطلع أغسطس، بعدما يتأكدون من نضج العنقود وعذوبة طعمه.
شملخ يبيع العنب للتجار الذين يحضرون إلى الحقل، ويعاينون المحصول من قرب، مبيناً أن السعر تحدده كميات الإنتاج.
والنمط الزراعي المستخدم في أرضه "الزراعة المعلقة"، فهو أكثر إنتاجية من الزراعة الأرضية، غير أن "الزراعة الأرضية" أسرع في النمو؛ لأن العنب يكتسب حرارة إضافية من المخزنة في الأرض.
ويقدر شملخ متوسط إنتاج الدونم الواحد من العنب بطن ونصف الطن تقريباً، مبيناً أن الحمل الموسم الحالي أقل من سابقه، نظراً للتغيرات المناخية وبعض الأمراض التي تعرض لها محصول العنب.
ولفت شملخ إلى أنه باع سعر الكيلوجرام من العنب المنتج في أرضه بـ(2) شيقل العام الفائت، وأن هذا السعر سيرتفع الموسم الحالي بسبب ضعف الإنتاج وقد يصل الكيلو جرام إلى (5) شواقل.
وقدر شملخ تكلفة زراعة الدونم، من (2000-2500) شيقل، معبراً عن أمله أن يحقق الموسم الحالي هامش ربح.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني أن إجمالي المساحة المزروعة بصنف العنب البذري نحو (6000) دونم.
وأضاف البسيوني لصحيفة "فلسطين" أن إنتاج الموسم الحالي مرجح أن يكون أقل من سابقه بسبب تقلبات الطقس، وقد يسجل نحو (4000) طن، مشيراً إلى أن إنتاج الموسم الفائت تجاوز (8000) طن.
وأشار البسيوني إلى أن زراعة العنب البذري تتركز في منطقة الشيخ عجلين، وخان يونس، ومن أصنافه عنب القريشي"، و"عنب الدابوقي"، و"عنب الحلواني" وغير ذلك.
وأكد أن وزارته تشدد في سياستها على إفساح المجال أمام المنتج المحلي في الحصول على فرصة تسويقية، وأنه بعد انتهاء المحصول تسمح باستيراد العنب من السوقين الإسرائيلي والمصري لسد العجز.
من جانبه، قال رئيس جمعية العنب والخضار إبراهيم بدوي إن زراعة العنب في قطاع غزة تواجه جملة من التحديات، أبرزها ارتفاع أسعار تكلفة مدخلات العملية الإنتاجية، والزحف العمراني، والخسائر التي يتعرض لها المزارعون من جراء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للمناطق الزراعية.
وتحدث بدوي لصحيفة "فلسطين" عن أبرز الأمراض التي تصيب العنب، منها البياض الزغبي، الذي يسبب حرقا لعناقيد العنب، ومرض "البياض الدقيقي" الذي يتسبب في تكوّن مادة شبيهة بالتراب الأبيض على حبات العنب، مشيراً إلى أن أسباب تلك الأمراض قلة اتباع المزارعين الرشَّ في الأوقات المحددة، وتقلب الظروف المناخية.
ونبه إلى أن ارتفاع درجة الحرارة غير المتوقع يعيق تكوّن البراعم في نبات العنب، فتنمو براعم خضرية دون أن تحمل أزهاراً، ما يسبب تقلص الإنتاج.
ودعا بدوي وزارة الزراعة والمؤسسات الزراعية إلى تقديم العون والمساعدة للمزارعين لتثبيتهم في أراضيهم، وتخفيض الرسوم الجمركية على مدخلات العملية الزراعية، وخاصة الأسمدة والأعلاف، إلى جانب حماية إنتاجهم من المنتجات المستوردة، وتفعيل صندوق التعويضات ودرء المخاطر الذي يمكن المزارعين من الحصول على تعويض عن أي أضرار للاستمرار في العملية الإنتاجية.