أكد رئيس مكتب شؤون القدس في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، هارون ناصر الدين، أن مخطَّط الاحتلال الإسرائيلي لتقسيم المسجد الأقصى المبارك يُعد "لعبًا بالنار لا يمكن أن يتحقق بأي حال من الأحوال".
وقال ناصر الدين لصحيفة "فلسطين" أمس: إن "الجماعات الاستيطانية وحكومتها المتطرفة يحاولون بسياسة القضم المتبعة تجاه الأقصى الوصول لمرحلة التقسيم الكامل للمسجد بين المسلمين والمستوطنين، لمحاكاة التقسيم الحاصل في الحرم الإبراهيمي بالخليل، خاصة بعد تقديمهم لمشروع قانون بـ"الكنيست" يهدف لتقسيم الأقصى، بحيث تكون نسبة اليهود منه 60%".
وحثَّ ناصر الدين جميع أحرار العالم والعلماء المسلمين على الدفاع عن الأقصى، والوقوف في وجه محاولات التقسيم والاقتحامات التي ينفذها المستوطنون، داعيًا أهل القدس والداخل المحتل لشد الرحال والرباط والوجود الدائم بالمسجد اعتبارًا من الأربعاء المقبل، لصدِّ اقتحامات المستوطنين في عدوان ما يسمَّى "خراب الهيكل" المزعوم.
اقرأ أيضاً: "أبو دياب": مخطط تقسيم الأقصى خطير جدًّا وردة الفعل غير موازية لحجم الجريمة
وشدَّد على أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والداخل المحتل لن يتوانى عن شدِّ الرحال نحو المسجد الأقصى، مهما كانت الظروف والإجراءات التي يحاول الاحتلال فرضها لمنعهم من الوصول للأقصى، لافتًا إلى أن شدِّ الرحال إحدى أدوات المواجهة المهمة لإفشال "المخطط الشيطاني" الإسرائيلي.
وبشأن تزامن الذكرى السنوية السادسة لهبة "باب الأسباط" مع اقتحامات المستوطنين للأقصى يوم الخميس المقبل، أكد ناصر الدين أن الهبة المقدسية شكلت مرحلة مهمة من المراحل الفاصلة في تاريخ المقاومة في فلسطين والدفاع عن الأقصى.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني سجَّل انتصارات متتالية في هبة باب الأسباط عام 2017، وهبة باب الرحمة عام 2019، ومعركة "سيف القدس" عام 2021، التي أوصلت رسالة قوية للاحتلال أن المسجد الأقصى لا يمكن أن يكون له، حتى "لو ذرة تراب فيه".
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في كل مراحل الهجوم على القدس كان موحدًا ضد هذه الهجمات، ووقف صفًا واحدًا تجاه سياسات الاحتلال، مما يحتم عليه زيادة شدِّ الرحال هذا الأسبوع لإفشال مخطَّط الاحتلال ومواجهة التصعيد الإسرائيلي.
وشدَّد القيادي في حماس، على أن الاحتلال سيكون الخاسر الأكبر إذا فكَّر بتصدير أزمته الداخلية بافتعال معركة جديدة مع الشعب الفلسطيني.
وأوضح ناصر الدين أن حكومة الاحتلال تعيش حالة ارتباك شديدة فيما يتعلَّق بأزمتها الداخلية، وقد تلجأ في بعض الأحيان إلى إثارة صراعات خارجية، كما حدث في عدوانها على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي.
ونبَّه إلى أن معركة الاعتكاف في المسجد الأقصى، كانت نموذجًا "رائعًا" لتعدّد الجبهات أحدثت نوعًا من الهلع لدى الاحتلال وخشية من توحد جبهات المقاومة، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني قد سئم من الاحتلال، ويسعى لتحقيق التخلص منه بمعارك متعدّدة الجبهات.
وحول إبعاد المرابطين عن الأقصى، أكد ناصر الدين أن الاحتلال يهدف بهذه السياسة إلى تمكين المستوطنين من الاستفراد في الأقصى والاستيلاء عليه، وأنها جزء من مخططات الاحتلال لترحيل أهل القدس عبر التضييق عليهم واعتقالهم، بغية القضاء على الوجود الفلسطيني في المدينة المقدَّسة.
وأشار إلى أن الاحتلال أبعد 400 مقدسي عن الأقصى منذ بداية العام الحالي، منهم الشيخ ناجح بكيرات والمرابطتان هنادي حلواني ونفيسة خويص، إضافة إلى اعتقال 1200 مقدسي وفرض الإقامة الجبرية على 200 مقدسي آخرين، كما أخطر 40 شخصًا ومؤسسة بتهمة تلقي مساعدات من جهات متعدّدة في محاولة لقمعِ وترهيب المواطنين الفلسطينيين وتقويض مقاومتهم للاحتلال.