فلسطين أون لاين

"نجاحي رسالة تحدٍّ للاحتلال"

تقرير الطالبة ديما أبو كويك تتألق بمعدل 99.6% وتعتزم دراسة الطب في غزة

...
الطالبة ديما أبو كويك خلال توزيعها حلوى تفوقها (تصوير| ياسر فتحي)
غزة/ أدهم الشريف:

لا شيء يعادل فرحة ديما أبو كويك (18 عامًا) بعد تفوقها الباهر باختبارات الثانوية العامة "التوجيهي"، بمعدل 99.6 المئة، الفرع العلمي.

علت ابتسامة عريضة على وجه أبو كويك، وهي توزع الحلوى على المهنئين، بعدما توافدوا إلى منزلها الكائن بحي الرمال في مدينة غزة، بمناسبة تفوقها وتجاوزها عقبات عديدة مرت خلال عامها الدراسي الأهم في حياتها.

أبرز هذه العقبات، بحسب قولها في أثناء مقابلة لصحيفة "فلسطين"، تكرار العدوان الإسرائيلي على غزة والحصار وتداعياته على مناحي الحياة بغزة.

ومع ذلك، قرَّرت ديما الصمود والتحدي بقوة، ومن خلال هذا الإنجاز، أرادت أن ترسل رسالة قوية للاحتلال الإسرائيلي بأنه على الرغم من كل العقبات والمصاعب، فإن شباب غزة قادرون على تحقيق النجاح والتميُّز، كما تقول.

نشأت ديما في عائلة متواضعة، لكنها لم تدع الظروف تحجب عزمها عن تحقيق النجاح في حياتها، فمنذ صغرها، أدركت أهمية التعليم، ورأت فيه المدخل للوصول إلى أحلامها وطموحاتها.

عندما انضمت إلى مدرسة بشير الريس الثانوية، واجهت ديما تحديات عديدة، أبرزها أزمة انقطاع الكهرباء التي تؤثر بشدة على سكان قطاع غزة، ومع ذلك، لم تفقد عزيمتها وقوتها الداخلية، بل استمرت في العمل الجاد والمثابرة على الرغم من الظروف الصعبة التي تحيط بها.

وتقول: إنها استطاعت أن تتغلب على هذه الظروف التي أحاطت بها، وعملت بجدٍّ لتحسين أدائها الدراسي وتحصيلها العلمي.

الدعم العائلي الذي تلقته ديما أبو كويك لم يكن سوى عامود قوة يساندها طوال مسيرتها الدراسية، والداها أكثر من ساعداها في تحقيق نجاحها، فعملا جاهدين على توفير الظروف المناسبة لدراستها وتحفيزها باستمرار.

وتحدثت ديما عن جهودها المضاعفة خلال مرحلة الثانوية العامة، إذ عملت بجد واجتهاد كبير لتحقيق معدل مرتفع يؤهلها لدخول التخصص الذي ترغب فيه في الجامعات الفلسطينية بغزة.

وأوضحت ديما أن المعدل الذي حققته جاء بتوفيق من الله وبجهودها الجادة، إضافةً إلى ذلك، أشارت إلى أن دعاء ودعم والديها كان له دور كبير في تحقيق هذا النجاح الباهر.

وفي أثناء دراسة الثانوية العامة شعرت أبو كويك بضغوط وتحديات كبيرة، خاصة في فترة الاختبارات التي بدأت في 7 يونيو/ حزيران، وامتدت حتى 26 من نفس الشهر.

وتقول: إنها مرت بلحظات من الشك والقلق، لكنها لم تستسلم أبدًا، ومضت قدمًا في خطتها الدراسية لتحصيل معدل مرتفع.

وأكملت: وجود والدي إلى جانبي في مرحلة الثانوية العامة أمر لا يمكن الاستغناء عنه، خاصة خلال مرحلة ضغط الدراسة وما يرافقها من ملل أحيانًا، فيأتي دورهما في توفير الدعم اللازم.

وتابعت أيضًا أن الطلبة يتحملون جزءًا كبيرًا من المسؤولية لتحصيل معدل مرتفع، إذ إن المهمة الأساسية تقع على عاتقهم.

تطرقت ديما إلى أهمية تنظيم الوقت والتفرغ للدراسة بجدية في فترة الثانوية العامة، حيث تتطلب هذه الفترة تركيزًا عاليًا وجهدًا مضاعفًا لتحقيق الأهداف المنشودة.

وتقول، لقد أثر تكرار العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل كبير على طلبة الثانوية العامة، ما جعلهم يواجهون تداعيات القصف والانفجارات التي تؤثر على أوقات الدراسة والتركيز.

"لكن علينا الصمود أمام هذه التحديات، والتصدي لها بالإصرار على العلم وتحصيل المعدل المناسب؛ وهذه رسالة تحدٍّ للاحتلال الذي يحاصر ويقصف غزة".

وأكملت: "رغم الظروف المحيطة والعدوان والحصار ضد شعبنا، إلا أن غزة تحتضن كفاءات، وتخرج متفوقين قادرين على تحقيق الإنجازات".

وبعد تحقيقها التفوق في الثانوية العامة، قررت ديما أبو كويك أن تتابع تحقيق أحلامها وطموحاتها في دراسة تخصص الطب بغزة.

المصدر / فلسطين أون لاين