فلسطين أون لاين

تقرير "الغفري" تتفوق على ابنتها في الثانوية العامة.. قصة حلم مؤجل لـ3 عقود

...
صورة لفاطمة الغفري وابنتها بعد تلقي نتيجة الثانوية العامة (تصوير| ياسر فتحي)
غزة/ أدهم الشريف:

لم تتخلَّ فاطمة الغفري (47 عامًا) عن حلمها بالحصول على شهادة الثانوية العامة، على الرغم من مضي أكثر من 30 عامًا على انقطاعها عن الدراسة بسبب زواجها في سن مبكرة وتفرغها لرعاية أبنائها الستة، قبل أن تقرر أن تلحق بابنتها أسماء البنا (18 عامًا) للدراسة في العام ذاته.

وبفرحة كبيرة حلت على منزل عائلتهما الكائن في حي الدرج، شرقي مدينة غزة، احتفلت فاطمة بالحصول على معدل 81 بالمئة، دراسة منزلي الفرع الشرعي، متفوقة على ابنتها التي حصلت على معدل 76.7 بالمئة الفرع الأدبي.

وتبدو فاطمة أمًّا مثابرة وملهمة في الوقت نفسه، فعلى الرغم من المسؤوليات التي تحملتها طيلة السنوات الماضية أمًّا وزوجةً، فإنها لم تستسلم للظروف واستطاعت تحقيق حلمها.

وتقول لصحيفة "فلسطين": إنها تعرف جيدًا قيمة التعليم وأهميته في بناء مستقبل أي إنسان، ومع أنني لم أستطع الالتحاق بالدراسة الجامعية إلا أنني ساعدت أبنائي وبناتي حتى التحقوا بتخصصات جامعية مختلفة أملاً بمستقبل أفضل لهم.

وكانت الأم وابنتها تشجعان بعضهما دائمًا على الدراسة والتحصيل العلمي، وصولاً إلى تحقيق حلمهن بالنجاح.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهتهما لم تتراجع الأم وابنتها أبدًا عن دعم بعضهما من أجل تحقيق التفوق في الدراسة.

وكانت أسماء قد تعلمت من والدتها أهمية الصبر والإصرار على مواصلة الدراسة ومواجهة التحديات.

والتحقت الغفري بالدراسة المنزلية، كما تقول، واستطاعت دراسة جميع مواد الفرع الشرعي وحدها، لكنها استعانت بمعلمة لغة إنجليزية لزيادة معرفتها العلمية بهذه المادة.

وعندما تقدمتا للاختبار، كانت الأم وابنتها في حالة تركيز وإصرار متزامنين أملاً بالنجاح واجتياز هذه المرحلة المهمة في حياتهما.

وقد كانت الأم تدعم ابنتها بكلماتها الحماسية وتوجيهاتها القوية، في حين أن أسماء كان لديها إيمان بقدرتها ووالدتها على النجاح.

وما إن صدرت النتائج كما توقعت الغفري بنجاحها في الثانوية العامة حتى امتلأ بيتها بالمهنئين لتهنئتها وابنتها، وقد وزعتا الحلوى على الوافدين بابتسامات عريضة ارتسمت على وجهيهما، وقد بدا الجميع فخورًا بالغفري وابنتها.

وأضافت فاطمة أنها كانت سعيدة بتحقيق حلمها وقد أثبتت للجميع أن العمر ليس مقياسًا لإكمال الدراسة من عدمه بقدر ما يحتاج الأمر إلى إصرار ودعم لتحقيق النجاح.

وأشارت إلى إن 3 من أبنائها، وبنتيها أنهوا الدراسة الجامعة، إذ أنهت "ياسمين" دراسة ماجستير تخصص تربية خاصة، وكذلك "محمد" أنهى دراسة تخصص تربية خاصة، في حين أن شقيقتهما "نيفين" أنهت دراسة بكالوريوس هندسة وتكنولوجيا معلومات، أما خريجة الثانوية العامة أسماء فهي تنوي دراسة إدارة وأعمال تخصص نظم إدارية.

أما بالنسبة للأم فاطمة، فهي كما تقول تنوي مواصلة تحقيق حلمها بالالتحاق بدراسة دبلوم جامعي، تخصص له علاقة بالشؤون الإدارية.

المصدر / فلسطين أون لاين