لم تَحُل ستة أشهر من الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال الإسرائيلي بين الأسيرة زمزم يحيي القواسمة وإكمال عامها الدراسي "التوجيهي" وحصولها على معدل 82%.
وقضت طالبة الثانوية العامة اعتقالها الإداري بين أكتوبر 2022 - إبريل 2023، لتجد نفسها على بعد عدة أسابيع من الاختبارات النهائية للثانوية العامة.
وأصرت على مواجهة الظروف الصعبة والقاسية التي واجهتها في السجن، واستطاعت أن تثبت إرادتها وعزيمتها على مواصلة دراستها لتتكلل بالنجاح بمعدل 82%.
وحاولت الأسيرة خلال مدة السجن دراسة بعض الدروس أو ما توفر لديها من "تلخيصات دروس"، مشيرة إلى أن تفكيرها الوحيد خلال الأسر لم ينقطع عن التفكير بمصير الثانوية العامة الذي لم يكن قد مضى على بدايته سوى شهرين فقط.
وأكدت أن الاحتلال سعى لقتل روح الإرادة في نفسها لكن ذلك شكل "التحدي الأكبر" من أجل إثبات فشل الاحتلال في مسعاه.
وبعد الإفراج عنها مضت "زمزم" بعزيمة قوية من أجل بلوغ المعالي والنجاح وعدم الاستسلام، منوهة إلى أن شهور الأسر شكلت دافعا قويا للمضي قدما في إكمال دراستها.
ولم تتوقع نجاحها بمعدل 82 %، وقالت: "كنت أتحدث عن علامة النجاح أو معدل بين 60-70 %".
وأهدت الأسيرة المحررة نجاحها للأسيرات في سجون الاحتلال وعائلتها التي شكلت لها "حاضنة إيجابية" من أجل إكمال دراستها وتقديم امتحانات هذا العام.
وحول دراستها الجامعية، أفادت: "سأتريث قليلا حتى أختار التخصص الذي يتناسب مع معدلي وشغفي وطموحي ويؤمن مستقبلي".
وعبرت سعاد القواسمة والدة المحررة "زمزم" عن سعادتها البالغة بعد نجاح ابنتها.
وأكدت الأم أن الخوف والقلق رافقا العائلة طوال أسرها والعام الدراسي معا، واصفة شهور الأسر بـ"القاسية".
واستدركت: "لكن هذا النجاح أثبت أن السجن لم يكسر إرادة (زمزم) وأن التحدي يصنع المستحيل، وأن العزيمة القوية التي خرجت بها لم تكن مصطنعة بل حقيقة توجت بالتفوق".
وحثت الوالدة جميع العائلات الفلسطينية على توفير الأجواء الإيجابية لأبنائهم سواء في أثناء الاعتقال أو بعد التحرر.
يشار إلى أن الاحتلال اعتقل القواسمة بتاريخ 31 أكتوبر 2022 بعد توقيفها على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل قبل أن تحولها للتحقيق.
وبتاريخ 6 ديسمبر من ذات العام، حكمت محكمة إسرائيلية عليها حكما بالسجن الفعلي لمدة 6 شهور وغرامة مالية بقيمة 2500 شيقل قبل أن يتم الإفراج عنها بتاريخ 9 إبريل من العام الجاري.