فلسطين أون لاين

تقرير هند الوحيدي.. مبدعة سارت في دروب الحياة من نجاح إلى آخر

...
الطالبة هند الوحيدي مع والديّها (تصوير| محمود أبو حصيرة)
غزة/ هدى الدلو:

عقارب ثقيلة تسير بطيئة وتنتظر أن تحط رحالها عند التاسعة تمامًا، وعيناها تراقب بخوف ولهفة إشعارات هاتفها الذي رن قبل الموعد يحمل إليها بشرى تفوقها في امتحان الثانوية العامة وحصولها على المرتبة الأولى مكرر في امتحان الثانوية العامة.

بكلمات تتراقص فرحًا تعبر هند الوحيدي عن سعادة تغمرها ولا توصف، فرحة التفوق لا تعادلها أي فرحة. الحمدلله رفعت رأس والديّ".

ولم يكن عام هند الدراسي ممهدًا، بل فيه الكثير من العثرات التي تواجه الطالب الثانوية العامة، يأتي على رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي، "الذي أربك جداولنا الدراسية وتسبب لنا بقلق وتوتر نفسي كبير".

وتضيف: "كما هو الحال في أي مسار تعليمي، لا يخلو أي أمر من مواجهة بعض التحديات، ومنها ضغوط الدراسة والمذاكرة التي يمكن التغلب عليها بفضل التنظيم وعدم تضييع الوقت"، فتمكنت من التغلب على هذه التحديات بإصرار وعزيمة لا تلين، واستطاعت أن تثبت قوة إرادتها وإبداعها الذي يتجلى في معدلها المتميز.

وتصف الثانوية العامة بأنها من أهم المراحل التعليمية التي يجب التخطيط لها جيدًا ليتمكن الطالب من تخطيها بجدارة، مشيرة إلى أن الجد والاجتهاد هو عنوان المرحلة، والسبيل لتحقيق أفضل النتائج والتفوق.

وتمتلك هند العديد من المهارات، إذ تعلمت البرمجة في سن مبكرة وتجيد تحدث الإنجليزية بطلاقة، كما تعزف القانون بمهارة عالية. وكانت قد شاركت الصيف الماضي في برنامج تدريبي في جامعة "فرجينيا تيك" يهدف إلى تمكين الفتيات وتشجيعهم للعمل في مجالي العلوم والتكنولوجيا.

وتصف الطالبة المتفوقة المنهاج الفلسطيني بأنه من أقوى المناهج التعليمية على مستوى الوطن العربي، والدليل على ذلك أن هناك طلبة لا يزالون محافظين على معدلاتهم المرتفعة في دراستهم الجامعية الخارجية، كما أنه يسعى إلى تحقيق رؤية تربوية متكاملة تهدف إلى بناء جيل مثقف ومتميز.

وتضيف أن المنهاج الفلسطيني، "يركز على تطوير قدرات الطلاب ومهاراتهم العلمية، ما يمكّنهم من التعامل مع التحديات والمشكلات بفاعلية".

ومنذ بداية العام اعتمدت هند نظام التحضير اليومي للدروس والمراجعة أولًا بأول، فلم تكن تعتمد على عدد ساعات معينة بقدر اعتمادها على الكم الدراسي، "وبالتالي فقد قدمت جهودًا جبارة واجتهدت استثنائيًا للتفوق في مختلف المواد الدراسية".

شخصية منظمة

والدها رامي ارتسمت على ملامح وجهه فرحة غامرة بتفوق ابنته، يقول: "هند رفعت راسنا، وتستحق هذا التفوق فهي بطبيعتها منظمة، تخطط ليومها التالي بشكل دقيق قبل انتهاء اليوم. كنت متوقعًا لابنتي التفوق والحصول على معدل مميز، ولكنها فاجأتنا بوجود اسمها ضمن قوائم أوائل الوطن".

ويذكر أنها من طفولتها وهي من المتفوقين ولذلك لم يكن غريبًا عليها هذا التفوق في الثانوية العامة، فقد مشت في دروب الحياة من نجاح إلى آخر.

في حين تقول والدتها ميسون العلمي: "كانت هند قبل بداية العام الدراسي قد وضعت جدولها في كيفية قضاء وقتها، فشخصيتها المرتبة والمنظمة كانا حافزًا لهذا التفوق"، إلى جانب ذلك الدعم القوي من عائلتها الذين راقبوا تطورها الدراسي على مدار السنوات الماضية، وتوفير الجو المناسب لتحقيق أهدافها الأكاديمية.

ولم تغفل هند في حديثها عن دور مدرستها ومعلماتها اللواتي قدمن لها الدعم اللازم وضمنوا لها بيئة تعليمية ملهمة ومحفزة للتفوق، ولم تحتاج الحصول على دروس خصوصية

وتنصح الطلبة المقبلين على تلك المرحل الابتعاد عن الضغوط وكل ما يشتت جهدهم الدراسي، وتجاوز رهبة التوجيهي حتى لا تؤثر على جهودهم المبذولة.

وكانت هند قد بدأت مشروعًا للتوعية بالصحة النفسية لمساعدة أصدقائها بعد العدوان الأخير على غزة، إلا أن الحصار المستمر أعاق طموحها بنقل المشروع خارج القطاع.

المصدر / فلسطين أون لاين