يسارع فريق مبادرة "استبدلها" لتصميم أكياس قماشية صديقة للبيئة، تحمل شعارات تدعو إلى النظافة وتشجع الناس على التخلص من أكياس النايلون.
وتتميز الأكياس القماشية بقابليتها للتحلل بعكس المصنوعة من البلاستيك غير القابلة للتحلل، كما لا تسبب تلوث الطرقات ويمكن غسلها واستخدامها مرات عدة، وفق مسؤولة المبادرة البيئية أزهار طنبورة.
وتقول طنبورة: إن استهلاك أكياس النايلون على مستوى العالم يصل إلى 5 تريليونات كيس سنويًا تسبب أضرارًا بالغة للبيئة خاص على مستوى البحار والمحيطات والثروة السمكية.
وتوضح أن مبادرة "استبدلها" بدأت بتنظيم حملات توعوية في المدارس والمراكز الاجتماعية وورش العمل تحذيرًا من أضرار الأكياس البلاستيكية على البيئة وتعريف الناس بفوائد استخدام الأكياس القماشية.
ألف كيس
وتشير طنبورة إلى أن الحملة تعززت بدعم وتعاون الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، "حيث توجه الفريق المكون من أربعة مبادرين إلى الأسواق الشعبية والمتاجر والمولات مستهدفين مناطق مدينة غزة كافة".
وتفيد بأن الفريق قام بتوزيع الأكياس القماشية المجانية على السكان، الأمر الذي ساهم بإشعال الحماس والتحفيز لاستخدامها أثناء التسوق، لافتة إلى أن الحملة أتت استجابةً للتحديات البيئية التي تواجهها المدينة، وتحقيقًا للتغيير الإيجابي في عادات التسوق.
اقرأ أيضًأ: مدين حلس يعيد تدوير الإطارات التالفة لمنتجات صناعية
ولاقت المبادرة إعجابًا كبيرًا من أصحاب المتاجر والأفراد، وأظهروا استعدادهم ببدء تطبيق هذه الفكرة، واستشعروا مسؤوليتهم أمام المجتمع، مدركين خطورة استخدام الأكياس البلاستيكية.
وشارك العديد من أصحاب المتاجر عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر الوعي حول أهمية استخدام الأكياس القماشية إضافة إلى وجود زيادة واضحة في استخدامها بالمحلات التجارية.
وتفيد طنبورة بأن القائمين على المبادرة وزعوا أكثر من ألف كيس قماشي، مشيرة إلى أن "نجاح الحملة يعكس التزامنا الجماعي بحماية بيئتنا، ونحن فخورون بمشاركة الأفراد في تحقيق هذا التغيير الإيجابي".
ووفقًا للمبادِرة فإن ما يميز الأكياس القماشية إضافة إلى كونها صديقة للبيئة، هي إمكانية استخدامها مرات عديدة وصلاحيتها للغسل على عكس البلاستيكية التي تتمزق من أول استخدام.
ويسبب التلوث الناتج عن المواد البلاستيكية المتنوعة أضرارًا عديدة في جميع الأنظمة البيئية ومكوناتها، كما أنها تتضمن موادَّ كيميائية ضارة بالتربة المحيطة بها، والتي من الممكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية والمسطحات المائية القريبة منها، مما يلحق الضرر بالكائنات الحية عند شربها لهذه المياه.
دعوة للتطوع
ومن أبرز الصعوبات التي واجهت فريق المبادرة، هي إقناع الناس باستبدال الأكياس البلاستيكية بالقماشية كونهم لم يعتادوا أبدًا عليها، "لكننا بدأنا معهم بالتدريج، إلى جانب حاجتنا إلى فريق عمل كبير ومتطوعين حتى تعم الفكرة كافة أرجاء القطاع".
اقرأ أيضًا: مخلفات الأقمشة.. من الهدر إلى إعادة التدوير بأيدي نسائية
وتهيب طنبورة بالجميع أن يتبنى فكرة الأكياس القماشية، مشيرةً إلى أن الحفاظ على المجتمع مسؤوليتنا جميعًا، وكلنا ملزمون بجعله مكانًا أكثر صحة ونظافة لنا في الحاضر وللأجيال القادمة في المستقبل وكلها تبدأ بقرار واحد".
وتختتم طنبورة: "نأمل أن يستمر هذا المشروع ويبقى تأثيره حاضرًا في الحفاظ على البيئة المحلية والحد من التلوث البلاستيكي في السنوات القادمة، ويكون بمثابة بدايةً للمزيد من المبادرات البيئية في المستقبل".
أضرار بيئية
وتفيد الإحصاءات البيئية العالمية بأن العالم ينتج حوالي 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام، ويتم شراء مليون زجاجة بلاستيكية كل دقيقة في جميع أنحاء العالم، كما يتم استخدام نحو 5 تريليونات كيس بلاستيكي في جميع أنحاء العالم كل عام. ويستخدم ما يقرب من 36% من جميع المواد البلاستيكية المنتجة في التعبئة والتغليف، بما في ذلك المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد لحاويات الأغذية والمشروبات.
اقرأ أيضًا: بلدية غزة تتجه لخصخصة خدمة جمع وفرز النفايات في المدينة
وينتهي ما يقرب من 85% منها في مكبات القمامة أو كنفايات غير منظمة تلوث التربة، والأنهار وحتى البحار والمحيطات، ويتدفق حوالي 11 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويًّا إلى المحيطات. وجد الآن 5.25 تريليونات قطعة بلاستيكية كبيرة ومتناهية الصغر في محيطنا و46 ألف قطعة في كل ميل مربع من المحيط، يصل وزنها إلى 269 ألف طن. وقد يتضاعف هذا 3 مرات بحلول عام 2040 إذا استمرت اتجاهات النمو التاريخية.
والأخطر في الأمر أن معظم المواد البلاستيكية لا تختفي تمامًا وتنقسم إلى قطع أصغر وأصغر. ويمكن أن تدخل تلك اللدائن الدقيقة إلى جسم الإنسان من خلال الاستنشاق والامتصاص وتتراكم في الأعضاء. وتم العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة في الرئتين والكبد والطحال والكلى، وقد كشفت دراسة مؤخرًا عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في مشيمة الأطفال حديثي الولادة.