فلسطين أون لاين

بين الإنتربول وهار أدار

ما هو الرابط بين عملية مستوطنة "هار أدار" وقبول فلسطين في المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "إنتربول"!؟ ببساطة، إنه السعي للعيش بحرية وكرامة كبقية شعوب الأرض قاطبة، وهو ما يرفضه "نتنياهو" تحت منطق القوة الغاشمة الظالمة.

دخول الإنتربول، يرينا مدى أهمية العمل على المستوى الخارجي بالتوازن مع العمل الداخلي، حيث لا يصح إطلاقا عدم العمل بشكل متوازن ومرن، وإغفال أية جبهة تزعج وتضعف الاحتلال.

المنطق يقول إن كل خطوة تزعج وتقلق راحة حكومة "نتنياهو"، وتقرب الشعب الفلسطيني من حقه بحريته كبقية شعوب الأرض، أكانت عملية نوعية للمقاومة كما يقرها القانون الدولي، كعملية مستوطنة "هار أدار", أو العمل عبر المؤسسات الدولية كدخول الإنتربول؛ بالضرورة هي تسعد الفلسطينيين، ويبنى عليها؛ وتعتبر انتصارا ولو بالنقاط؛ وهو ما حصل وسيحصل لاحقا، والتي سيصفها "نتنياهو" كعادته بالحقيرة.

لا يغيب عنا أيضا، إنجاز واعتماد مجلس الأمن الدولي، قراراً يدعو دولة الاحتلال إلى الوقف الفوري والكامل لأنشطتها الاستيطانية العدوانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مساء الجمعة 23122016 .

"نتنياهو" و"ليبرمان" و"بينت" لا يتعلمون من دروس التاريخ؛ ولا يريدون أن يستوعبوا بأن العالم يتغير، وما كان يصلح سابقا لن يصلح مستقبلا، وأن المستقبل ليس للطغاة، بل للأخيار أصحاب الحق والأرض عبر آلاف السنين.

من يقول إن قبول فلسطين في المنظمة الجديدة لن يفيد الشعب الفلسطيني في شيء فهو مخطئ، فكل قرار وحتى كل صيحة وصرخة ضد الاحتلال؛ إن لم تفد الشعب الفلسطيني فإنها لن تضره، والشعب الفلسطيني هو غريق والغريق لا يخشى البلل، والقرار سيدعم ويعزز حملات مقاطعة الاحتلال ومنتجات المستوطنات بشكل تلقائي.

ما يخشاه الفلسطينيون بعد القبول والدخول؛ هو ألا يبنى عليه من قبل العرب والفلسطينيين؛ كما حصل في قرار محكمة لاهاي بخصوص الجدار، والذي ذهب أدراج الرياح، فالمشكلة تكمن في عدم الاستثمار الأمثل لأدوات المجتمع الدولي لدعم الحق الفلسطيني، ونسيان القرارات مع مرور الزمن، في الوقت الذي لا يفوت الاحتلال أي فرصة لدعم احتلاله وباطله.

دولة الاحتلال كانت ومن خلال الاتفاقيات السابقة قد نجحت في فك جزء كبير من العزلة الدولية التي كانت مفروضة عليها، دون أن تدفع ثمن ذلك، والآن حان الوقت أن تدفع ثمن احتلال شعب دون وجه حق، فرئيس السلطة محمود عباس قال مخاطبا العالم قبل أيام: "سلطة بلا سلطة واحتلال بلا كلفة".

عدم نجاح "نتنياهو" في إفشال قبول عضوية فلسطين في المنظمة الدولية؛ يشير إلى أن الساحة الدولية يمكن من خلالها هزيمة "نتنياهو"، وأن التغيّرات الدولية ما عادت تلعب لصالح حكومة الاحتلال – الأيام دول - وهو ما يكابر به "نتنياهو" ولا يريد أن يعترف به.

جيد ألا يجيد السباحة "نتنياهو" في الساحة الدولية التي أوجدت دولته في ظل غفوة طارئة من العرب والمسلمين؛ بسبب غطرسة القوة ونشوتها الكاذبة لدى "نتنياهو".

كل خطة صحيحة لاختراق المجتمع الدولي، تتبعها تلقائيا خطط وخطوات أخرى صحيحة ناجحة، فالأحداث تدفع بعضها بعضا؛ والمعركة في بداياتها، وسيكسبها من يجيد التخطيط، ويحوز على القوة الأخلاقية بجانب القوة العسكرية ذات المقاومة النوعية المتطورة والذكية، خاصة أننا نعيش في عالم لا يعترف بغير القوي، وليس بصاحب الحق الذي له فقط الدموع، لا أقل ولا أكثر.