ثمة مواقف تبعث على الدهشة والسخرية. من أحدث هذه المواقف دعوتان متناقضتان: الأولى دعوة عباس الأمناء العامين للفصائل للاجتماع على إثر الهجوم الوحشي الإسرائيلي على مخيم جنين. والثانية دعوة الفصائل منها حماس وفتح التيار الإصلاحي عباس لوقف الاعتقالات السياسية والإفراج عن المعتقلين.
نعم، هاتان دعوتان متناقضتان إذ كيف للأمناء العامين الاجتماع مع قيادة سلطة تعتقل المنتسبين إليهم، وكيف يمكن لاجتماع كهذا من مهامه التخطيط لإصلاح منظمة التحرير، وإصلاح الأوضاع الفلسطينية، ومقاربة حالة فشل المفاوضات من تدشين طريق مستقيم للحل، كيف لهم مقاربة هذه القضايا الكبيرة وهم عاجزون أن يجدوا حلًّا لمسألة داخلية ذات علاقة بالاعتقالات السياسية؟
اقرأ أيضًا: دعوة الأمناء العامين وقرارات المجلس الوزاري المصغر
نعم، لقد فشل إطار الأمناء العامين في اجتماعات سابقة عن تحقيق أهدافه، وإقناع الجماهير بجدوى هذا الإطار، ومع هذا الفشل المتراكم تمسك قادة الفصائل بهذا الإطار، وكل منهم يقول: لعل وعسى، وها هم يخططون للاجتماع في مصر الآن في ظل تغول الاحتلال على جنين والقدس ونابلس، وحتى على السلطة نفسها، ولكن الأمل بنجاح هذا الاجتماع ضئيل جدًا، بدليل أنه يبدأ بمطالبة تسوية منصفة للمعتقلين السياسيين.
يبدو أن لاجتماع القادة القادم له أجندة غير أجندة الإصلاح، وغير أجندة مواجهة الاحتلال بكل أدوات المقاومة الممكنة، ولا أودّ التكهن والتخمين، ولكن بيئة الدعوة للاجتماع تولدت من حالة اضطرار إلى إدارة أمور لا علاقة لها بإصلاح المنظمة أو التعاون في مقاومة الاحتلال والاستيطان.