فلسطين أون لاين

تقرير على عجلات باصٍ يشبع أطفال المناطق النائية حبهم للقراءة

...
المكتبة المتنقلة
غزة/ أميرة غطاس:

بألوان زاهية يتنقل باص يحمل بداخله نحو 700 كتاب، ما بين قصص وكتب ثقافية ومعرفية متنوّعة، يجول فيها أحياء قطاع غزة وأزقته النائية، لتشجيع الأطفال على القراءة، وحبّ مطالعة الكتب.

المركز الثقافي الماليزي، قدّم فكرة "المكتبة الماليزية المتنقلة" لتلاقي صدىً واسعًا وحماسًا كبيرًا بين الأهالي، فكانت الفكرة التي خرجت عن الصندوق عاملًا دفع الكثيرين إلى حب القراءة، ورسخت فكرة أن الكتب "ليست أكواماً من الورق، بل هي عقول تعيش على الأرفف".

وتصطف الكتب بتنسيق محكم وفق موضوعاتها على أرفف الباص، الذي تتزين أرضيته ببساط من العشب الاصطناعي، وعلى أطرافه تستقرّ طاولة قابلة للطي، وحولها ستة كراسٍ، يهرع إليها رواد الباص ليبدؤوا رحلة الولوج في عالم المعرفة.

بيئة تفاعلية

المنسق في المركز الثقافي الماليزي بشير الزهري يقول: "انطلق مشروعنا في عام 2019 بهدف تعزيز عادة حب القراءة والتعلّم الذاتي، ورفع مستوى الفنون لدى الأطفال، وتوفير بيئة تفاعلية تربوية معهم". 

ويشير إلى أن فعاليات المكتبة تنشط خلال العطلة الصيفية، وفي أيام الدراسة كذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والمدارس المستهدفة من جميع أماكن القطاع، إضافة إلى الهيئة العامة للشباب والثقافة، مؤكدًا على أن الفكرة لاقت إعجابًا كبيرًا من الوزارة والمدراس.

والمركز الثقافي الماليزي، غير ربحي تأسس في عام 2018، يتبع لمؤسسة أحباء غزة ماليزيا، ويركز على دعم المواهب والارتقاء بالطفل الفلسطيني ثقافةً وفنًا.

ويتابع زهري: "المكتبة المتنقلة ليست مجرد مشروع رسمي عابر، وإنما محاولة جادة ذات دلالة عميقة في طريق تقديم المعرفة والثقافة بوسائل جديدة وابتكارات خاصة".

وتبدأ فعاليات المكتبة، وفق زهري، بفقرة التفريغ النفسي والأنشطة الترفيهية، بعدها ينقسم الأطفال إلى قسمين: قسم محبّ للقراءة يتجول داخل باص الكتب، وينتقي كتابه الذي يحب أن يصطحبه معه.

ويتابع: "في القسم الآخر، يأتي الحكواتي الذي يقصّ الكتاب على الأطفال الذين يحبون أن يقرأ عليهم أحد، فيلوّن صوته ويبدع في تمثيل جميع أدوار القصة، لنقل الكتاب حرفًا وصورة خيالية، ويستخرج مع الأطفال العبر والدروس المستفادة".

ويترك عمل المكتبة في الأحياء النائية التي لا يتوافر حولها مؤسسات ثقافية أو مكتبات عامة، وتنسق عملها في تلك المناطق مع الجمعيات الناشطة هناك، "إذ يقدم الباص فرصة لتوسيع مدارك هؤلاء الأطفال، وتنمية حسهم النقدي والإبداعي في كل أماكن تواجدهم"، يضيف زهري.

ولتشجيع الأطفال على ارتياد المكتبات، يذكر أن طاقم العمل يعلن للأطفال استعداده لإعارة الكتب، شريطة أن تكون الإعارة داخل المكتبة الأساسية للمركز الماليزي، الذي يضم أكثر من 8000 كتاب منوع.

ويتابع زهري: "توفّر المكتبة أجواءً هادئة ومناسبة، تجعل الطفل ينسجم مع الكتاب".

وصبغ باص المكتبة المتنقلة باللون الأزرق، ووضع على أرضيته الخضراء وسائد صغيرة يجلس عليها الأطفال، بالإضافة إلى جهاز تكييف يبدد حرارة الصيف، وقت جلوس الأطفال في المكان.

ويذكر زهري أن كادر المكتبة يتراوح عدده من أربعة إلى ثمانية أشخاص، تتنوع مهماتهم ما بين حكواتي وإداري ومنشط وسائق، مشيرًا إلى أن المركز يواجه صعوبات في تغطية جميع مدارس القطاع، وتوفير الطاقم الكافي لتلك الفعاليات، إضافة إلى عدد الطلبة الكبير في المدارس".

ويختتم المنسق: "نطمح بإنشاء فريق أكبر ومتخصص يضاعف الجولات، ويزور جميع المدارس، مساهمًا في رسم البهجة على وجوه الأطفال، وتنمية حس المعرفة والإطلاع لديهم".