فلسطين أون لاين

تقرير "كامبس".. منصة رقمية توثق واقع المخيمات في الضفة

...
"كامبس".. منصة رقمية توثق واقع المخيمات في الضفة
رام الله-غزة/ مريم الشوبكي:

قاد الفضول صبا مطر في نهاية عام 2020م، نحو زيارة مخيم الأمعري جنوب رام الله، أتبعتها بعدة جولات أخرى بحثاً عن فكرة لفيلم يلقي الضوء على أطفال المخيم، وحياتهم بين أزقته.

عايشت مطر سكان المخيم عدة أشهر، حتى أصبحت جزءًا من يومهم، ومن هنا تبحرت أكثر في الواقع الذي يعيشه السكان، وكبر لديها الفضول للتقرب أكثر من واقع المخيمات، فانتقلت إلى قلنديا ثم إلى الجلزون، واكتشفت في كل مكان قضايا ومشكلات مختلفة عن الأخرى.

هذا الاختلاف جعلها في صراع ما بين الاكتفاء بعمل فيلم فقط ليكون عنوان مشروع تحول لاحقًا لمنصة إلكترونية ترصد الحياة في المخيمات، وتقدم مادة صحفية وتوثيقية عن كل ما يجري في المخيم برفقة زميلتها أبرار حميدات، أسمياها منصة "كامبس".

تقول مطر لـ"فلسطين": "هدفي من إطلاق المنصة أن يكون لدي مشروع يساعدني على كسب المال يستمر بعد التخرج، لذا كانت المنصة أشمل في استقطاب العديد من الصحفيين للعمل معي لنغطي المخيمات في فلسطين، والشتات أيضاً".

وتعرف مطر "كامبس" بأنها منصة إعلامية تغطي المستجدات السياسية كافة، والاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية من داخل المخيم، مرجعة السبب لعدم وجود تغطية إعلامية للمخيمات إلى تهميش المؤسسة الرسمية لتلك المناطق.

وتشير إلى أنها أنشأت وزميلتها حميدات صفحة على منصة "فيسبوك"، ونشر عليها سلسلة من الأفلام الوثائقية تحت عنوان "محطات مؤقتة"، وتعكفان على تصوير برنامج بعنوان "من فوق البيوت"، يستضيف مسئولين من داخل المخيم، "لنناقش معهم قضايا سكان المخيمات"، بالإضافة إلى إعداد قصص صحفية مصورة.

وتلفت مطر إلى تصميمهما بوسترات معلوماتية "انفوجرافيك" بشكل قريب من ملف الارتباط، "نوثق من خلالها تاريخ المخيمات، وقد واجهتنا صعوبات كثيرة في الوصول إلى تلك المعلومات والحصول عليها، وهي عقبات سببها المسئولون وعدم تفهمهم لطبيعة عملنا".

ولم تقتصر الصحفيتان على التوثيق، ومعايشة واقع المخيمات، إذ أعددتا سلسلة تفريغ نفسي "فضفضة" يتم فيها استضافة فتاة داخل استديو أُنشئ في المخيم، للحديث عن أثر الحيز المكاني على الحياة النفسية لسكانه.

أهداف "كامبس"

من جابها توضح حميدات أن التفريغ النفسي مخصص للأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة، والذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 12 عاماً.

وترجع لـ"فلسطين" سبب اختيار هذه المرحلة دوناً عن غيرها، "لأن الطفل في هذا العمر يكون مشوشًا، ويعيش بين مرحلة الشعور بأنه كبير وصغير في الوقت نفسه، فلا يتقبل الآراء من حوله، ويعيش صراعات نفسية واجتماعية، بالإضافة إلى عدم وجود أماكن ترفيه يفرغون فيها طاقتهم، فلا متنزهات، ولا حدائق كأطفال المدن، والقرى".

وتلفت حميدات إلى وجود غرفة تفريغ نفسي متنقلة تستقبل كل الفئات العمرية: نساء، رجالًا، أطفالًا، مراهقين، وستخصص لمخيمات رام الله مبدئيًّا، من أجل قياس مدى تقبل سكانها للفكرة، والإقبال عليها، حتى تكون نقطة انطلاق نحو مخيمات الوطن، والشتات في البلاد العربية، والغربية.

وعن الأهداف التي أُنشئت لأجلها منصة "كامبس"، تقول حميدات: إن الهدف الأبرز تسليط الضوء على المخيمات الفلسطينية، وتمكين الباحثين والدارسين من مادة مرجعية، من خلال توثيق تاريخ المخيمات.

وتبين سعيهما إلى تحسين واقع أبناء المخيمات بطرق متنوعة، لإيمانهما بأن الإعلام يستطيع تسليط الضوء على النقص الموجود في المخيمات، وفي ذات الوقت تناول النجاحات والايجابيات.

وعن الصعوبات التي واجهتهما وكيف تغلبتا عليها، تجيب حميدات: "في البداية قامت فيسبوك بإغلاق صفحة (كامبس) الأولى لأنها تتبع سياسة محاربة المحتوى الفلسطيني الذي نقدمه، لذا قررنا إنشاء مدونة إلكترونية كونها أكثر أمنًا، ونستطيع الاحتفاظ بالبيانات والمعلومات فيها".

وتختم بالتأكيد على أن المنصة تتناول وتركز على المحتوى الفكري، وكيفية مساعدة أهل المخيم، بتوثيق واقع حياتهم.