أربكت مشاهد إطلاق قذائف صاروخية من مناطق مختلفة من الضفة الغربية باتجاه المستوطنات، سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي باتت تتخوف من توسع هذه الحالات لتصبح ظاهرة تؤرق نوم قادة الاحتلال وتقض مضاجع المستوطنين.
المخاوف الأبرز لدى الاحتلال تكمن في إمكانية تطوير صناعة الصواريخ في الضفة الغربية بالرغم من الظروف الأمنية الصعبة، الأمر الذي سيشكل تهديدًا حقيقًا على مستقبل الاحتلال ومستوطنيه في الضفة- وفق ما تحدث به خبيران لصحيفة "فلسطين".
وأول من أمس، أعلنت كتيبة العياش، التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في الضفة استهداف مستوطنة "شاكيد" بصاروخين من طراز "قسام 1".
وذكرت الكتيبة في بيان لها، أن الاستهداف جاء في إطار معركتها المستمرة للإعداد والتطوير المستمرّين، وكسر المعادلات مع سلطات الاحتلال، وردًا على جرائمه بحق الأهالي في مخيم جنين.
وفي الآونة الأخيرة، أعلن جيش الاحتلال عن رصد عدة حالات لإطلاق الصواريخ من الضفة الغربية نحو المستوطنات.
استنساخ التجربة
وقال الخبير الأمني عبد الله العقاد: إن سلطات الاحتلال تخشى من تكرر سيناريو قطاع غزة فيما يتعلق بإنتاج الصواريخ، وصعوبة التعامل معها.
ورأى العقاد في حديثه مع صحيفة "فلسطين" أن تطور المقاومة في الضفة، وسرعة إنتاج الصواريخ يثير قلقًا لدى سلطات الاحتلال، نظرًا لوجود الخبرات والنماذج للقيام بالصناعة.
وأضاف أن نجاح المقاومة في الضفة بصناعة وامتلاك صواريخ سيضع المستوطنات تحت تهديد مستمر، نظرًا لاقترابها من المدن والبلدات الفلسطينية.
وذكر العقاد أن تصاعد وتيرة المقاومة في الضفة، تشكل خطرًا على سلطات الاحتلال، خاصة بعد فشل العدوان الإسرائيلي الأخير على جنين، وعملية "كاسر الأمواج" التي أطلقها في آذار/ مارس 2022، لكسر العمليات الفلسطينية.
وعدّ زيادة الجرائم الإسرائيلية تجاه شعبنا الفلسطيني تعزيزًا للتماسك واشتعال المقاومة، نظرًا لعدم وجود حل سياسي، وبالتالي لا يوجد خيار سوى مواجهة الاحتلال وتطوير العمل المقاوم.
اقرأ أيضاً: الناشط "صبحة": الاحتلال يخشى من تطور صواريخ المقاومة بالضفة
وتوقع أن تشهد الفترات المقبلة تحولًا إستراتيجيًا في العمل المقاوم والصراع مع سلطات الاحتلال، وتطور صناعة الصواريخ، مردفًا: لكن ذلك بحاجة إلى التفاف حول خيار المقاومة وحماية مجموعاتها من غدر جيش الاحتلال، وإنهاء التنسيق والتعاون الأمني.
تهديد إستراتيجي
بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي ثامر سباعنة: إن إطلاق الصواريخ من الضفة، نحو المستوطنات، يشكل ضربةً قويةً لسلطات الاحتلال ويمثل نقطة تحول في الصراع.
وعدّ سباعنة في حديثه مع "فلسطين" أن إطلاق الصواريخ سيدفع سلطات الاحتلال إلى الحذر والخشية في التعامل مع المقاومة، وسيستنفر الجيش قواته الاستخباراتية والأمنية لجمع المعلومات عن القائمين على عمليات تصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة، بهدف منع تطور العمل المقاوم.
وتوقع سباعنة، أن يشن جيش الاحتلال، في الأيام القادمة عدوانًا جديدًا على بعض مدن ومخيمات الضفة في محاولة لمنع تطور العمل المقاوم، والوصول إلى أماكن التصنيع واعتقال أو تصفية القائمين عليها.
اقرأ أيضاً: تقرير صواريخ المقاومة .. رسائل تهديد ورعب للاحتلال وضغوطات ضد "حكومة نتنياهو"
وحث الكاتب والباحث السياسي، المقاومة على ضرورة الحذر من مخططات ونوايا جيش الاحتلال التي تستهدف إفشال مخططات المقاومة وعرقلة تطوير وسائلها القتالية.