رسم مخيم جنين لوحة عز وفخار يعتز بها كل فلسطيني متمسك بأرضه، يقف في وجه العدو الصهيوني بصدره العاري وعزيمته الراسخة لينتصر الكف على المخرز ويسجل صفحة جديدة ستكتب بماء الذهب على طريق النصر والتمكين، كيف لا وهذا المخيم البطل الصغير بأرضه الكبير برجاله انتصر على أعتى جيوش المنطقة المدجج بالأسلحة الثقيلة والطيران الحربي الأمريكي ليقول للعالم إننا أصحاب الأرض والتاريخ والمستقبل، وجيش الاحتلال سيمر ويذهب كما ذهبت جيوش الاستعمار في حقب التاريخ.
كما شهدت مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، مواجهات دائمة بين الشبان وقوات الاحتلال التي باتت تجد صعوبة في تحركها على الأرض، يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه أعمال المقاومة في مختلف المناطق، إذ اندلعت الثورة الرافضة للاحتلال بكل أشكاله، والملاحظ في هذه الثورة انخراط الشباب الفلسطيني من مختلف الأعمار خاصة الذين هم في العشرينات من أعمارهم، إضافة إلى انخراط الكل الفلسطيني بمقاومة المحتل دون حزبية فصائلية ضيقة.
أما ما يتعلق بالعمليات البطولية المسلحة، فشهدت الضفة اشتباكات وإطلاق نار على قوات الاحتلال في أماكن مختلفة، مثل جنين ونابلس والخليل وغيرها من المناطق.
اقرأ أيضًا: جنين البطولة والجراح
اقرأ أيضًا: مجزرة المدرعات في جنين: قنابل المقاومة تُفجّر أحلام الاحتلال في حملة واسعة وناجعة
وقد أحيا شهداء جنين الذين ارتقوا مدافعين عن الأرض والهوية روح المقاومة والتحدي، فالشهداء أرادوا أن يخطوا بدمائهم الزكية رسالة تقول: إن فلسطين لا يمكن تحريرها إلا عبر هذه الدماء الطاهرة التي قدمها شعبنا على مدار مئة عام، وما زال الجرح مفتوحًا طالما بقي المحتل جاثمًا على أرضنا.
وما يحدث في ضفة العياش ومدينة القدس مؤخرًا من هبة الشباب الثائر المرابط للدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعرض لاقتحامات ممنهجة ومدفوعة ومحمية من حكومة الاحتلال الصهيوني المتطرفة التي تسعى لفرض واقع جديد يشرّع عبره الوجود الصهيوني في ساحات المسجد الأقصى، ويعطي غلاة المستوطنين الحق في تدنيس الأقصى للوصول إلى المخطط الرامي إلى التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين والصهاينة لقبلة المسلمين الأولى.
سيقف شعبنا كما وقف على مدار مئة عام مدافعًا عن أرضه وكرامة العرب والمسلمين في وجه المحتل الغاصب، وأمام هذه اللوحة المشرفة التي شهدها وشاهدها العالم أجمع نقول: لا بد من الوقوف مع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في وجه المحتل ودعم أهلنا في مدينة القدس وفي كل فلسطين، ولا سيما الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي الذي يعزز صمودنا ويقربنا من يوم النصر والتحرير الذي بات أقرب من أي وقت مضى.