كان عدوان جيش الاحتلال على جنين أمس عنيفًا وشرسًا، وكانت مقاومة جنين باسلة، العدوان الشرس لم يحقق أهدافه، وتكبد في هجمته الغاشمة خسائر في الأفراد والآليات لم يكن يتوقعها، معركة أمس لها تداعيات ثقيلة على المؤسسة العسكرية الصهيونية وعلى المجتمع الصهيوني، ما حدث أمس في جنين سيكون موضوعًا للدراسة إسرائيليًا، وموضوعًا لمقالات صحفية عبرية تشرح أبعاد ما حدث، وأين فشلت قوات النخبة والشاباك؟ وهذا سيكشف عن البطولة التي سطرتها المقاومة بما تملك من أسلحة خفيفة، حولتها شجاعة المقاومين إلى أسلحة شديدة البأس، ومن كان مع الله فالله معه.
العدو قتل خمسة في جنين، وأصاب (٩١) مواطنًا جرح بعضهم خطيرة، وبالرغم من هذه الخسائر الفادحة فشل في تحقيق أهدافه، وانسحب بخسائر ذات مغزى، ليدرك أن جنين عصية عليه، وأن نابلس عصية عليه، وأن المواطنين في الضفة وجدوا طريقهم في المقاومة، لا في السلطة ولا في التنسيق الأمني.
ليس أمام العدو غير الرحيل، وليس أمام السلطة إلا أن تعود عن التنسيق الأمني، وليس أمام فتح إلا العودة للمقاومة، وإلى ميراث الطلقة الأولى.
قد تستنكر السلطة العدوان على جنين، وقد تستنكر العدد الكبير للإصابات، ولكن هذا الاستنكار لم يعد محل احترام عند أهلنا في جنين، وعند المواطنين في الضفة وفي فلسطين، الاستنكار لا يحرر أرضًا، ولا يستعيد دمًا، ولا يحرر أسيرًا، ولا يشفي غليلًا، الاستنكار عند أهلنا في جنين هو لغة من يأكل بدماء الشهداء والأبرياء.
جنين تريد من يدافع عنها، ويحمي شبابها، ويحبط كيد أعدائها، جنين تريد من يداوي جراحها لا من يعتقل أبناءها، اللهم تقبل الشهداء وعافي المصابين.