بعد تجربة مرض والدتها بسرطان الثدي، قررت غدير العجوري من مدينة رام الله، إطلاق مبادرة "سركان" على منصات التواصل الاجتماعي، لتوعية المجتمع الفلسطيني بضرورة الفحص المبكر للكشف عن السرطان لجميع الأعمار، ولضمان السيطرة عليه، وتقليل مدة الاستشفاء.
العجوري، مهندسة كهربائية وناشطة مجتمعية تنفذ العديد من الحملات التطوعية لخدمة الأسر المتعففة، وأرادت استكمال رسالتها التطوعية من خلال "سركان"، بتقديم جميع المعلومات عن مرض السرطان، والمراكز الصحية المختصة بالكشف عنه في أنحاء الضفة الغربية، سواء ظهرت أعراض أم لم تظهر له.
اسم المبادرة التي نشرتها العجوري عبر منصتي "فيسبوك"، و"انستغرام"، مكونة من مقطعين: "سَر" وهما أول حرفين من كلمة سَرَطان، أما المقطع الثاني: "كان" هي كلمة يحكيها عزيم الإرادة في حديثه عن المرض بأنه ماضٍ.
اقتحم مرض السرطان حياة عائلة العجوري دون أي مقدمات، فاعتادت والدتها على الفحص الدوري لسرطان الثدي، وصدمت بأنها مصابة به في إحدى المرات، وهنا بدأت رحلتها مع العلاج مدة عام ونصف العام.
تقول العجوري لـ"فلسطين": "أطلقت المبادرة من واقع التجربة الشخصية، التي عشتها مع مرض والدتي بالسرطان، فلم يسبق أن أصيب أحد من عائلتي بهذا المرض اللعين، فالمبادرة تهدف إلى التوعية بالكشف المبكر عن السرطان، وعدم الاكتفاء بانتظار شهر أكتوبر للقيام بالفحص".
وتضيف: "لم أجد أفضل من وسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق مبادرتي، لكي أصل إلى قدر كبير من الجمهور من مختلف الأعمار، وحثّهم على الفحص الدوري، في حالة الشعور بأعراض للمرض، أو لم تظهر أيٌّ منها، لأنه في الغالب يبدأ هذا المرض خفيًّا دون أن يشعر المريض بأيّ إعياء".
وتُبيّن العجوري أنها قبل مرض والدتها بالسرطان، لم يكن لديها أدنى فكرة عن المرض العضال، الذي يداهم أجساد المرضى بصمت قبل أن تظهر أعراضه، "لم أكن أعرف أماكن الفحص في رام الله، وبعدما جمعت تلك المعلومات أردت نشرها على نطاق أوسع لتعريف الجمهور بها".
ولم تكتفِ العجوري بهذا، بل توجهت نحو مراكز الفحص عن سرطان الثدي في المدينة، وأجرت مقابلات مع مختصين، وأطباء للحديث عن المرض، وطرق الفحص الدورية للثدي، وكيفية الفحص، ومواعيد الفحص، وعن أهمية الالتزام بالفحص الدوري، وطبيعية الفحوصات، وكيفية التعامل مع المرض، ونشر مقاطع الفيديو تلك عبر منصات التوصل الاجتماعي، وفق قولها.
وتشير إلى أن "سركان" بدأت بمبادرة فردية شخصية، وبعد أشهر على انطلاقها، انضم لها مجموعة من المتطوعين لتنفيذ أنشطة افتراضية، وعلى أرض الواقع لاستهداف النساء في الأسرة المتعففة وتوعيتها بضرورة الكشف المبكرة.
وتلفت العجوري إلى أن المتطوعين عملوا على تصنيع دبابيس تحمل شعارات عن سرطان الثدي، وبعد بيعها صرف ريعها على النساء من العائلات المستورة، لكي يقمن بعملية الفحص الأولى عن السرطان.
وتشير إلى أنها تسعى إلى إيصال مبادرتها إلى أكبر عدد من الجمهور، بعقد حملات توعية في المدارس على مدار العام، وليس الاكتفاء بحملات توعية شهر أكتوبر الوردي فقط.
وتختم حديثها بالتأكيد على قوة المعرفة دائماً، فحينما يتم اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، يمكن مواجهته بقوة وبثبات من الناحية النفسية والجسدية أيضًا.
وتشير معطيات صحية فلسطينية إلى أن سرطان الثدي يشكل حوالي 18% من مجمل أنواع السرطانات المسجلة في فلسطين، و32% من السرطانات المسجلة بين النساء، وتبلغ نسبة الإصابة 36 لكل مئة ألف امرأة.