فلسطين أون لاين

تقرير العدوان على جنين.. قتل ودمار تجابههما حاضنة شعبية تساند المقاومة

...
عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين
جنين-غزة/ نور الدين صالح:

قتل ودمار، هكذا بدا المشهد الذي يعيشه سكان مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة الغربية المحتلة، منذ فجر أمس على وقع العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الآمنين وكل ما يسير على الأرض.

حين وصلت عقارب الساعة عند الواحدة والنصف فجر الإثنين، غطّت طائرات الاحتلال سماء مدينة جنين ومخيمها، رافقتها مئات الآليات العسكرية على الأرض، التي "لم تبقِ" شيئًا أمامها خلال اقتحامها الهمجي.

في غضون تلك الدقائق القليلة قصفت طائرات الاحتلال الحربية بالصواريخ أحد المنازل في مخيم جنين ما أدى إلى ارتقاء عددٍ من الشهداء، وفق ما يروي شهود عيان.

بدا المشهد مختلفًا هذه المرّة كما يقول المواطن سري سمور من مخيم جنين، إذ بدأت العملية العسكرية عبر القصف الجوي من الطائرات التي رافقها توّغل آلاف الجنود والآليات العسكرية من عدّة محاور مجاورة للمخيم.

تخريب وتدمير

ويروي سمور لصحفية "فلسطين"، أنّ جيش الاحتلال غيّر عنصر المباغتة هذه المرّة خلافًا للعمليات العسكرية السابقة، إذ بدأها بالقصف الجوي لمنزل في المخيم وليس الاقتحام البري فقط، خشية تعرضه لكمين مُحكم كما قبل عدة أيام.

ويضيف أن آليات الاحتلال العسكرية عاثت في المخيم خرابًا حيث دمّرت البنية التحتية والشوارع الرئيسة بواسطة الجرافات، عدا عن هدم جدران المنازل تمهيدًا لاقتحامها، مما يزيد حالة القلق في نفوس العائلات.

ويؤكد أن الكثير من الشوارع المركزية في المخيم التي ترتبط أحياءً ببعضها البعض أصبحت مدمرة وغير صالحة للمشي على الأقدام والمركبات.

ويحكي أن المشاهد التي خلّفتها العملية العسكرية في مخيم جنين هي الأكبر والأعنف منذ عام 2002، بالرغم من اعتياد السكان على تلك المشاهد والاجتياحات المتكررة.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يوعز لجيشه بمواصلة العدوان على جنين

وبيّن أن أكثر ما يُرهق السكان هو قصف المنازل وتدميرها، ما يدفع أصحابها إلى مغادرتها قسرًا، الأمر الذي يزيد المصاعب على النساء والأطفال وكبار السن.

وأكد سمور أن الاشتباكات والقصف والتدمير والاعتقالات لا تزال مستمرة وتُسمع تفجيرات بين الفينة والأخرى، حيث تتركز في مخيم جنين والمناطق المحيطة به من الجهات الأربعة، لافتًا إلى أن الخطورة تكمن في نشر الاحتلال القناصة على أسطح بعض المنازل وإطلاق النار إطلاقًا عشوائيًا مما ينذر بارتفاع أعداد الشهداء والإصابات.

ولخّص المشهد بكلمات "يبدو المخيم وكأن زلزالًا ضرب أحياءَه وشوارعَه بطريقة همجية".

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات تظهر بشاعة الجريمة التي يرتكبها الاحتلال في جنين، حيث دمّر البنية التحتية وقصف المنازل وعددًا من المساجد في المخيم، إضافة إلى استهداف الصحفيين وغيرهم.

الناشط في جنين محيي الدين نجم، عبّر عن غضبه من هول المشاهد وفظاعتها التي خلّفها العدوان على مخيم جنين، حيث يؤكد أيضًا أن حالة من الذعر والقلق دّبت في قلوب العائلات ولا سيّما كبار السن والأطفال والنساء.

يقول نجم لصحيفة "فلسطين"، إن العملية العسكرية التي ينفذها الاحتلال في جنين هي الأكبر منذ سنوات، خاصة أنه يستخدم سياسة قصف البيوت وتدميرها بالطائرات الحربية.

ويوضح أن الاحتلال يكثف استهدافه مخيم جنين لكونه يعتبره نموذجًا يُحتذى به من المدن الأخرى بمقاومته ويُعد شرارة انطلاقة المقاومة.

اقرأ أيضاً: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 10 شهداء و100 جريح

وأشار إلى أنه يشارك في العملية العسكرية الطيران الحربي والوحدات الخاصة والنخبة وهذه لأول مرة، في حين يتصدى المقاومون لها بكل بسالة على خلاف ما توّقع رئيس حكومة الاحتلال المتطرفة بنيامين نتنياهو.

الحاضنة الشعبية

ولم يُخف الاحتلال أن أبرز أهدافه من العدوان على جنين هو ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة، وإيصال رسالة لها بأن دعم المقاومة عقابه الدمار والخراب وفقدان الأحبة، كما يقول سمور.

وشدد على أنه "رغم قسوة عدوان الاحتلال إلا أن الحاضنة الشعبية تزداد تمسكًا وصلابة وعنادًا، حيث يخرج مخيم جنين في كل مرة أقوى من قبل".

أما الناشط نجم، فيؤكد أيضًا أن المقاومين يستمدون قوّتهم وبسالتهم من الإسناد الشعبي لهم، إذ إن الشارع يشكل حصنًا منيعًا للمقاومين وهو ما يُزعج الاحتلال ويؤرقه.

وبيّن أن الاحتلال يسعى دائمًا لضرب المدنيين الآمنين من أجل التأثير على المقاومين والنيل منهم، لكن الحاضنة الشعبية المساندة للمقاومة ما تزال قوية وصامدة.