الهجوم على رجال المقاومة في مدينة جنين ومخيمها مقدمة للهجوم الإسرائيلي الكبير على مجمل القضية الفلسطينية، فالهدف النهائي للعدوان الإسرائيلي على جنين هو تأمين حياة المستوطنين الصهاينة، وتشجيعهم على التوسع في الاستيطان، كخطوة أولى على طريق قيام دولة يهوذا، بعد تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية.
القضاء على المقاومة في جنين، بعد حصار المقاومين، وبعد فرض الطوق الأمني على المخيم، هدف مركزي للعدوان الإسرائيلي، ومقدمة لتصفية المقاومة في بقية مناطق الضفة الغربية، فبعد جنين، ستكون نابلس تحت السكين، ومن ثم طولكرم، وبقية قرى وبلدات شمال فلسطين، إلى أن يتم كسر الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، وانتزاع روح الكفاح من صدور الأجيال.
الانتصار لمدينة جنين ومخيمها هو انتصار للقدس وللمسجد الأقصى، وانتصار لقطاع غزة ولمدينة الخليل، ولكل فلسطين، وأي نكوص عن نصرة جنين، هو نكوص عن نصرة المسجد الأقصى، وعن الدفاع عن مجمل الأرض الفلسطينية، معركة جنين تتحدث عن وحدة الساحات المعنوية، وتتحدث عن وحدة الساحات الميدانية، فالشعب الفلسطيني بروحه وقلبه وعقله يتابع ما يحدث على أرض جنين، وهو بكل ما يملك جاهز لدعم وإسناد كل طرف فلسطيني، يقف بكل قدراته مع جنين.
معركة جنين لا ينتصر فيها من يقف موقف المتفرج، ولا ينتصر فيها من يكتفي برفع الشعارات، جنين بحاجة إلى الدعم المادي، والإسناد العسكري، إضافة إلى الدعم المعنوي، وهذا ما تنتظره جنين من عموم الشعب الفلسطيني، وهذا ما تنتظره جنين من التنظيمات الفلسطينية كافة، بما في ذلك تنظيم حركة فتح في الضفة الغربية، وتنظيم حركة حماس، وحركة الجهاد، وبقية القوى والفعاليات الفلسطينية.
جنين التي حملت سلاحها، وخرجت لتقاوم عدوها، لن تتراجع، ستواصل طريقها، وستخوض حربها، حرب كل فلسطين، وهي تنتظر النصرة والدعم من كل فلسطيني، ومن كل عربي، بدءًا من 70 ألف ضابط وجندي فلسطيني يحملون السلاح، ضمن الأجهزة الأمنية، وليس انتهاءً بعشرات التنظيمات الفلسطينية العاملة في قطاع غزة والضفة الغربية، ولن يهزم شعب توحدت كل قواه وتنظيماته في مواجهة عدوه.