فلسطين أون لاين

بين جنين والداخل المحتل.. مفاجآت يخشاها الاحتلال

ما بين "هبة الكرامة" التي أشعلها فلسطينيو الداخل المحتل في العام 2021م وما بين "الضربة القاضية" التي أطلقها جيش الاحتلال الصهيوني في العام 2023م وهدفها الأكبر العمل على وأد المقاومة الفلسطينية وكبح جماح دعمها والعمل الميداني في جبهاتها المختلفة، انطلقت صيحات المقاومة في مخيم جنين ورام الله من جديد بعد أيام من انتهاء المناورات الإسرائيلية التي أثبتت فشلها بنجاح مقاومين في تنفيذ عمليات نوعية في ذروة تلك المناورات.

دولة الاحتلال وقادتها يعيشون في تخوفات كبيرة من تكرار مشهد "هبّة الكرامة" وما يتزامن معها من أحداث ميدانية ساخنة في ساحات الفعل الفلسطيني المقاوم، التي تسعى بالفعل قبل القول تطبيق مبدأ وحدة جبهات وساحات المواجهة ضد الاحتلال، لإشغال وإفشال الاحتلال عن تنفيذ مخططاته التهويدية للقدس العاصمة

السيناريوهات التي أصبحت واقعاً في الساحة الفلسطينية تدحرجت بشكل تدريجي وسريع في تصاعد المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فمن مدينة اللد المحتلة عام 1948م، انطلقت هبّة الكرامة عام 2021م، ومن غزة انطلقت سيف القدس في نفس العام، ومن الضفة الغربية انطلقت كتائب جنين وعرين الأسود، لتتوحد على هدف واحد هو نصرة القدس وردع الاحتلال حتى دحره.

الحدث الأصعب الذي تمثّل بهبة الكرامة، ما زالت تداعياته كبيرة على دولة الاحتلال وجبهتها الداخلية، حيث صرّح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مؤخراً، وخلال اللكمة النوعية التي تلقاها جيشه في كمين العبوات بمدينة جنين، بأن "10 كتائب عسكرية تتدرب على سيناريو مواجهة تدخل (عرب الداخل المحتل) في حرب متعددة الساحات"، ما يؤكد حالة الذعر التي تلاحق الاحتلال ومستوطنيه من خشية تكرار "هبّة الكرامة".

ومع وصول حالة تصاعد المقاومة إلى درجة صناعة العبوات المتفجرة في الضفة الغربية، كانت جنين العنوان الأهم في عناوين الأخبار الفلسطينية والإسرائيلية، بعد نجاحها في تنفيذ كمين محكم أوقعت فيه قوات الاحتلال ومدرعاتها المصفحة في حقل ألغام فجرها المقاومون عن بعد، ما يؤشر على حجم التطور العسكري الذي وصلت له المقاومة في الضفة رغم كل التحديات الأمنية، ليلحق ذلك نجاح عناصر من كتائب القسام تنفيذ عملية "عيلي" النوعية وقتل وإصابة 7 مستوطنين يغتصبون الأرض الفلسطينية.

ومن هنا، تزداد خشية الاحتلال من تكرار المفاجآت ومشاهد كمائن الألغام المتفجرة في مدن الضفة الغربية وهو ما وقع فيه فور بدء عدوانه على جنين ومخيمها فجر الاثنين 3 تموز 2023م، فيما تزداد خشيته من أن تنتقل تلك الإبداعات وبكثافة إلى الداخل المحتل سواء بتفجير العبوات الناسفة عن بعد أو تفجيرها بعمليات استشهادية.

وما بين العبوات الناسفة تارة، وتنفيذ عمليات إطلاق نار نوعية تارة أخرى، فإن ذلك وبشكل حتمي يؤدي لتطور فكرة "وحدة الجبهات والساحات" بوجه الاحتلال، والتي لا بد وأن تلتقي مع ثورة جديدة كـ "هبة الكرامة" لمواجهة الاحتلال وعنصريته المتواصلة بحق الفلسطينيين.

ومن المفاجآت التي يخشاها الاحتلال ويسعى المقاومون إلى تحقيقها، العمل على خطف جنود خلال العدوان الجاري على مخيم جنين، وهو ما دعا إليه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، وأعلنت عنه كتائب القسام بنجاحها في استدراج قوة صهيونية إلى كمين محكم واستهدافهم بوابل كبير من الرصاص بالقرب من مسجد الأنصار في مخيم جنين.

ويبقى السيناريو الأقرب إلى الواقع، أن المقاومة الفلسطينية لن تترك جهداً إلا وستبذله من أجل تحقيق ما يخشاه الاحتلال ويبقى رعباً يلاحق مستوطنيه حتى تحرير فلسطين، ولتكون تلك الحقائق أمام الكل الفلسطيني، هدفاً واضحاً يجب المراكمة عليه واحتضان كل فعل مقاوم يواجه الاحتلال ومستوطنيه الذين يقودون حرباً دينية تستعر في المسجد الأقصى وقرى وبلدات الضفة الغربية بالحرق والقتل والاعتداءات التي تمس المواطن والمقدسات الدينية.