"نعاني من إهمالنا طبيًا وعدم انتظام صرف مخصصاتنا المالية..." هكذا عبر الجريح علاء وشاحي (37 عامًا) من سكان مدينة جنين عن إجراءات السلطة وحكومة اشتية؛ المتبعة بحق الجرحى والمصابين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تركت تداعيات سلبية على حياتهم ومستقبلهم.
واشتكى هؤلاء "تقصير السلطة وحكومتها" حسب وصفهم، في فعالية احتجاجية نظموها أمس، أمام مقر مؤسسة الجرحى التابعة لمنظمة التحرير، وسط مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
ورفع المشاركون لافتات خُطَّ عليها شعارات عديدة، من بينها "من المسؤول الرئيسي عن حق الجرحى؟"، "الجريح شهيد على الأرض"، "أريد حقي"، "جريح الإهمال الطبي".
وشارك في الفعالية جرحى أصيبوا بنيران الاحتلال في أحداث مختلفة، بينهم أشخاص أصيبوا حديثًا في توغلات ومداهمات قوات الاحتلال المتكررة لجنين، وآخرون مضى على إصابتهم عشر سنوات، وآخرون أصيبوا قبل ما يزيد على عقديْن، ومنهم الجريح وشاحي الذي أصيب بالرصاص سنة 2002 في اشتباك اندلع في جنين.
وقال وشاحي لـ "فلسطين": "إننا نواجه معاناة كبيرة نتيجة تقصير الحكومة بحقوقنا".
وأضاف: إن "الحكومة تقطع مخصصات بعض الجرحى بدون سبب، كما لا تقدم العلاج الطبي المناسب للجرحى، فضلًا عن تأخير إجراء العمليات الجراحية اللازمة".
وأشار إلى أن جرحى وقعوا على كمبيالات في مستشفيات تابعة لحكومة الضفة تلزمهم بدفع أموالًا عند عدم تسديد مبلغ 10 شواقل رسوم دخول المستشفى.
وكان وشاحي أصيب بنيران الاحتلال قبل 22 سنة عندما كان يبلغ (16 عامًا).
وبين أن جرحى يتقاضون مخصصات مالية تتراوح بين 700-1400 شيقل، وهي أقل من الحد الأدنى للأجور الذي أقرته حكومة رام الله وتبلغ قيمته 1880 شيقلًا.
وتكفل قوانين منظمة التحرير صرف مخصصات مالية للجرحى وذوي الشهداء أيضًا.
وطالب وشاحي بضرورة توفير تأمين صحي للجرحى، ومخصصات مالية تمكنهم من العيش بكرامة خاصة أن فئة واسعة منهم أصبحوا من ذوي الإعاقة وغير قادرين على العمل.
وذات الأزمة يعيشها الجريح نضال جرادات من سكان بلدة يعبد في جنين، الذي شارك في الفعالية الاحتجاجية أيضًا.
وكان جرادات أصيب برصاص جنود الاحتلال أول أيام شهر رمضان 2022، والموافق 2 أبريل/ نيسان، في منطقة عرابة قضاء جنين، إذ كان مارًا من هناك عندما اغتال جيش الاحتلال 3 مقاومين آنذاك.
ونتيجة كثافة النيران التي أطلقها الجيش أصيب جرادات البالغ (32 عامًا) بعدة رصاصات في مناطق مختلفة من جسده، منها الحوض، والعامود الفقري "الفقرة القطنية (الخامسة من أسفل الظهر)"، حسبما قال لـ"فلسطين".
وبعد مرور المراحل الأولى للتعافي من الإصابة لم يكن جرادات قادرًا على السير بمفرده إلا بمساعدة أحد أو استخدام جهاز "ووكر"، وهو لا زال بحاجة إلى مساعدة.
وبين أنه بحاجة ماسة لإجراء عملية جراحية تشمل تركيب "أسياخ وبراغي" بلاتين مدى الحياة في ظهره بهدف تثبيت العامود الفقري.
اقرأ أيضاً: تقرير اعتقالات السلطة في جنين.. تكامل أدوار مع الاحتلال للقضاء على مقاومتها
لكنه أضاف: إن وزارة الصحة حددت شهر فبراير/ شباط 2024، موعدًا لإجراء العملية، عادًّا أنها "تماطل في تقديم الخدمات الطبية اللازمة للجرحى".
وبين أن قيمة المخصصات المالية التي يحصل عليها لا تكفيه لشراء الأدوية، ولا تصرفها الحكومة بشكل منتظم.
يشار إلى أن السلطة في مراحل سابقة لجأت إلى قطع رواتب أسرى في سجون الاحتلال ومحررين ضمن سلسلة إجراءات عقابية اتخذتها بقرار رئاسي على خلفية سياسية قائمة على التمييز في الانتماء الحزبي، وهي أيضًا ترفض صرف مخصصات مالية لعوائل شهداء العدوان على غزة صيف 2014، الذي امتد حينها 51 يومًا واستشهد خلاله أكثر من 2200 مواطن بينهم نساء وأطفال.