فلسطين أون لاين

دولة الاحتلال تمنح مزيدًا من الغطاء لعصابات الإرهاب اليهودي

بعد الجرائم الوحشية التي ارتكبها المستوطنون اليهود في الأيام الأخيرة ضد الفلسطينيين في قرى وبلدات الضفة الغربية، تتزايد المخاوف الأمنية لدى الاحتلال من نشوء مليشيات مسلحة منهم تنفذ "مذابح" ضد الفلسطينيين، ولا سيما مع صدور جملة من ردود الفعل الحكومية المؤيدة لجرائمهم، ورفض بعض الوزراء إدانتها، بل ومنح الغطاء السياسي والحكومي لها.

في الوقت ذاته تزداد القناعات الإسرائيلية بأن أجهزة الأمن تتصرف بمفردها في هذه المواجهة، مقابل ما توفره المؤسسة السياسية والحكومة من دعم وإسناد لهؤلاء المستوطنين، ما ساهم بصورة مباشرة فيما تسميها المنظومة الأمنية الإسرائيلية تصاعد "الجريمة القومية" بين النشطاء اليهود في الفترة الأخيرة ضد الفلسطينيين، ما دفع بقادة الجيش والشرطة والشاباك لإصدار بيان موحد أعلنوا فيه رفضهم لجرائم المستوطنين، ليس بالضرورة إشفاقًا على دماء الفلسطينيين، ولكن خشية أن تؤدي لاندلاع ردود فعل فلسطينية واسعة النطاق. 

أما وزير الحرب يوآف غالانت، فقد سعى للحصول على رسالة من وزراء الحكومة شملت إدانة كاسحة للعنف اليهودي ضد الفلسطينيين الأبرياء، لكن العديد من الوزراء رفضوا التوقيع عليها، وحين فشل في هذه المهمة، اقترح أن يكتب رسالة أخرى لأعضاء الكنيست الـ120 بحيث يوقعون عليها لإدانة العنف الاستيطاني ضد الفلسطينيين، ومع ذلك فإنه لم يتمكن من ترتيب التوقيعات على ذلك، ما يشير إلى أن المستوطنين اليهود يحظون اليوم بدعم وغطاء سياسي مكشوف وعلني بسبب الحكومة اليمينية الفاشية القائمة في دولة الاحتلال. 

التخوف الحقيقي السائد اليوم في دولة الاحتلال يتمثل بتشكيل خلايا إرهابية واسعة النطاق لمثل هذه الاضطرابات، التي ستؤدي حتماً لمزيد من ردود الفعل الفلسطينية المشروعة ضد المستوطنين وقوات الاحتلال، وانضمام العديد منهم لقوى المقاومة التي تزداد توسعاً وتمدداً في الشارع الفلسطيني، ما يعني وقوع المزيد من الخسائر في صفوف الجيش والمستوطنين.

ليس سرّا أن قوات الاحتلال تبذل جهودا حثيثة لمحاولة إبعاد الفلسطينيين في الضفة الغربية عن الانخراط بأعمال المقاومة، وتكرار المزاعم بأن غالبية الجمهور الفلسطيني غير مهتم بها، لكن أحداثا مثل الجرائم الاستيطانية اليهودية في بلدتي ترمسعيّا وعوريف كفيلة بأن تدفع الجمهور الفلسطيني لمزيد من تأييد المقاومة، ومنحها الحاضنة الشعبية التي تحتاج إليها، ولا تقلّ أهمية عن العمليات الفدائية ذاتها، وهو ما يعترف به الاحتلال نفسه.

لا يخفي الاحتلال انزعاجه من تنامي التهديدات التي يبثها المستوطنون اليهود، والشعور السائد بأن الجيش والشرطة يخشيان التورط في مثل هذه الأنواع من الجرائم، وهما يبذلان قصارى جهودهما للتهرب من تبعات أي جريمة قد يرتكبها المستوطنون في أي لحظة ضد الفلسطينيين.