ثمة حالة من التوتر والترقب في شمال فلسطين المحتلة، العدو الصهيوني يطلب من حزب الله اللبناني إزالة خيمتين أقامهما في مزارع شبعا، الحزب يرفض الإزالة، ويقول: إن مزارع شبعا أراض لبنانية، (إسرائيل) تقول، إن مزارع شبعا هي جزء من الجولان، وبالتالي هي جزء من أرض (إسرائيل) بحسب قانون ضم الجولان.
مرّت أيام عديدة على هذا التوتر، وكل طرف يتمسك برؤيته، لجأت (إسرائيل) إلى الأمم المتحدة لتساعدها على إزالة الخيمتين، ولجأت كذلك إلى البيت الأبيض، وإلى دول أوربية، وطلبت الوساطات من الحكومة اللبنانية الرسمية الضغط على حزب الله؛ حتى لا تكون هناك حلول ساخنة.
هذه القصة تحكي تطورًا مهمًّا في النزاع بين حزب الله (وإسرائيل).
كانت (إسرائيل) سابقًا تلجأ إلى الحلول الساخنة، والحرب إذا لم يستجب حزب الله لطلباتها، لتثبيت حالة الردع، بينما هي الآن تلجأ إلى الوساطات، وتخشى من تداعيات الحلول العسكرية الساخنة، وهذا يرجع إلى القوة العسكرية التي راكمها الحزب في السنوات الماضية، والذي يملك قدرة عسكرية على إيذاء الجبهة الداخلية في دولة الاحتلال.
الحزب يريد أن يتقدم خطوة في الميدان في مزارع شبعا، لأنه يعلم أن (إسرائيل) في وضع لا يسمح لها بحرب واسعة ضد لبنان، وإذا ما أخطأت وأعلنت الحرب، فإن صواريخ الحزب ربما تقصف الداخل، وبالفعل وردة الفعل تتسع الحرب، في بيئة دولية لا تريد حربًا خارج أوكرانيا.
في دولة الاحتلال قادة، ومحللون، يتحدثون عن تآكل الردع الإسرائيلي، وينسبون التآكل إلى ضعف حكومة نتنياهو، ولخشية حكومته من صواريخ حزب الله، ويستغلون هذه السياسة لتحطيم فرص بقاء نتنياهو في الحكم، وتحريض اليمين على الحكومة.
وفي حزب الله هناك من يرى أن الفرصة القائمة جيدة للتقدم في مزارع شبعا، في ظرف يغل يد نتنياهو، ويمنعه من الحلول العسكرية، هل هذه المعادلة التي نلاحظها في هذه الأيام قابلة للاستمرار والتطور لصالح لبنان، أم أن نتنياهو سيفاجئنا بحلول ساخنة؟