لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة. عملية قطنة تعيد وضع القطار على السكة. نمر محمود الجمل الفدائي الفلسطيني من بيت سوريك منفذ العملية تصرف كفلسطيني واقع تحت الاحتلال ضد محتل غاشم اغتصب الأرض وطرد سكانها واعتدى على مقدساتها. لقد ساورت الاحتلال الظنون بالاندماج في المنطقة العربية وبدأت قياداته تتهيأ لاستقبال زعامات عربية وضيعة يحصل من خلالها على شرعية اغتصابه لكن هذه العملية والتي جاءت على فترة من العمليات النضالية تؤكد ما يلي:
1. ستبقى دولة الكيان اليهودي دولة احتلال مهما طال الزمن.
2. سيبقى الشعب الفلسطيني رأس الحربة في مقاومة هذا الاحتلال ودحره مهما بلغت محاولات التدجين والتنسيق الأمني والتطبيعي، ومهما تباعدت الأجيال.
3. إن لهاث الزعماء العرب للارتماء في حضن (إسرائيل) لن ينقذ (إسرائيل) من مصيرها المحتوم، ولن يؤثر في الفلسطينيين أصحاب الحق ولا شرفاء الأمة، ولن يهزّ فيهم شعرة. وإن سلوك هذه الزعامات الوضيعة لن يغير في حقيقة الصراع ولن يقبل الحق باطلًا ولا الباطل حقًا. وإن على من يرتمي في حضن (إسرائيل) أن ينتظر حتفه قبل (إسرائيل) أو معها.
4. إن فلسطين قضية الأمة العربية والإسلامية، بل وأحرار العالم، وإن من حق كل عربي ومسلم وحر أن يقاتل هذا العدو المغتصب لأرض فلسطين حتى دحره عنها. إن بمقدور كل فلسطيني داخل فلسطين أو خارجها وكل عربي وإنسان حر أن يقدم جهده الذي يستطيع في سبيل مقاومة هذا المحتل، فإن كل القرارات والمواثيق الدولية ترفض الاستعمار والاحتلال، وتجيز كل أشكال المقاومة ضده؛ لأن الاستعمار والاحتلال هو أسّ الإرهاب في العالم.
5. إن عملية نمر الجمل في قطنة يجب أن تُدرس لكل أبناء الفلسطينيين والعرب في كل مكان، ويجب أن تكون نبراسًا على طريق المقاومة والتضحية والفداء. فإن هذا الفدائي البطل ذا الأربعة أطفال لم تثنِه حياته وأسرته على القيام بواجبه امتثالًا لقوله تعالى: "انفروا خفافًا وثقالًا". إن نمر الجمل لم يترك عذرًا لأحد أن يتقاعس عن واجب المقاومة والفداء.