فلسطين أون لاين

اتهم "الجنائية الدولية" بـ"الكيل بمكيالين"

خاص العبدلات: استمرار حصار غزة "جريمة دولية" تستوجب محاسبة مرتكبها

...
المحامي موسى العبدلات عضو منظمة العدالة الواحدة لحقوق الإنسان الدولية - أرشيف
عمَّان-غزة/ نور الدين صالح:

 

أكد عضو منظمة العدالة الواحدة لحقوق الإنسان الدولية المحامي موسى العبدلات، أن استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 17 عامًا، "جريمة دولية" تستوجب محاسبة، متهمًا المحكمة الجنائية الدولية بـ"الكيل بمكيالين" في التعامل مع قضايا الشعب الفلسطيني.

وقال العبدلات في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن "استمرار الاحتلال بفرض حصار على أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، يُمثل جريمة دولية تعاقب عليها كل القوانين الدولية، ولها انعكاسات سلبية على جميع مناحي حياتهم".

وأوضح أن حصار غزة أثر سلبًا على كل القطاعات الحياتية، بما فيها الصحية، إذ منع الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية وكل موارد الحياة الكريمة للأفراد، وحرم المرضى من السفر لتلقي العلاج في الخارج، ما أسفر عن وفاة المئات منهم.

وأشار إلى أن الحصار طال أيضًا قطاع التعليم وحرم الكثيرين منه، عدا عن ارتكابه العديد من الجرائم بحق سكان القطاع، ومنع ما يلزمهم للبقاء على قيد الحياة، معتبرًا ذلك "جريمة ضد الإنسانية". 

حصار ممنهج

وحمّل العبدلات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار الحصار الجائر والممنهج ضد قطاع غزة على مدار هذه السنوات الطويلة، مبينًا أن الحصار "مقصود" من أجل إخراج دولة الاحتلال من أزمتها العسكرية والنفسية على حساب سكان غزة.

وأضاف أن "الاحتلال يتعمد تشديد الحصار على غزة بهدف الضغط على المقاومة"، مطالبًا الدول العربية والمجتمع الدولي بكسر الحصار والمساهمة في تقديم الدعم اللازم لسكان القطاع.

ولفت إلى ضرورة توسيع دائرة الدول والمنظمات الدولية والعربية التي تسعى لفك الحصار المفروض على غزة، وخاصة الشقيقة مصر بتسهيل الأدوية وكل مستلزمات الحياة الإنسانية.

وبحسب العبدلات، فإن الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءًا في قطاع غزة عامًا بعد آخر، الأمر الذي يستدعي تدخلًا عاجلًا ومباشرًا عبر تقديم الدعم اللازم على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

اقرأ أيضاً: مطالبات للمجتمع الدولي بإنقاذ غزة ورفع الحصار الإسرائيلي

ودعا عضو منظمة العدالة الواحدة، إلى تشكيل تحالف دولي يتكون من دول عربية وإسلامية مثل تركيا وإيران وغيرها، يؤمن بفكرة المقاومة، بحيث يضع إستراتيجية واضحة لفك الحصار عن غزة، مطالبًا في الوقت ذاته، بإرسال قوافل المساعدات الدولية إلى غزة، في سبيل التخفيف من معاناة السكان.

ازدواجية المعايير

في السياق، انتقد المحامي العبدلات، الصمت العربي والدولي إزاء استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، قائلًا: "الموقف العربي سيء ولا يزال يتفرج على الأوضاع في غزة دون تحرك جدي يُنهي معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع".

وأوضح أن هناك تراجعًا واضحًا من الدول العربية والمنظمات الدولية في التعاطي مع ملف الحصار المفروض على غزة، متهمًاً إياها بأنها تعمل "بازدواجية المعايير" مع قضايا الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن "المحاكم الدولية بما فيها الجنائية تكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا الشعب الفلسطيني ومقاومته، إذ إنها لا تحرك ساكنًا وتُبقيها "على الرف" دون محاسبة مرتكبيها، على النقيض في تعاملها مع ملف الحرب الروسية الأوكرانية".

وجدد العبدلات التأكيد على ضرورة وضع آليات جديدة على الصعيدين العربي والدولي في التعاطي مع ملف حصار غزة، وصولًا لرفعه وتخفيف المعاناة عن سكانها، مشددًا على أن "المقاومة هي الحل الوحيد لدحر الاحتلال عن فلسطين، فهو لا يفهم إلا لغة القوة".

وتابع أن "الصمت العربي والدولي وسكوت المنظمات الدولية عن حصار غزة لم يعد مقبولًا"، مستهجنًا التطبيع العربي من بعض الدول مع الاحتلال، الذي يُشكل مشاركة في جريمة حصار غزة.