"لم يتأخر يومًا عن مقاومة الاحتلال، أمضى حياته كلها أسيرًا ومطاردًا".. بهذه الكلمات وصف جمعة الغول شقيقه صهيب من مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، والذي استشهد في غارة لطائرات الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت مركبة قرب حاجز الجلمة العسكري، يوم 21 يونيو/ حزيران الحالي.
والشهيد الغول البالغ (27 عامًا) محرَّر من سجون الاحتلال، أمضى فيها 4 سنوات ونصف السنة في 3 محكوميات انتهت آخرها في 2019.
وشكَّل استخدام جيش الاحتلال طائرة حربية مسيَّرة بدون طيار من طراز "هيرمس 450"، في اغتيال الغول واثنين من المقاومين معه أيضًا، حدثًا نوعيًّا لم يتكرر منذ 17 سنة بالضفة الغربية.
وأضاف جمعة لـ"فلسطين": كنا نتوقع استشهاده، خاصة أنه كان مطاردًا من جيش الاحتلال على الدوام، لكننا لم نتوقع اغتياله بهذه الطريقة.
وبحسب جمعة، فإن شقيقه كان قد نفذ عملية إطلاق نيران استهدفت مستوطنة قريبة من جنين، واشتبك على أثر ذلك مع جنود الاحتلال، قبل أن يستقل المركبة التي استهدفها طيران الاحتلال بصاروخ على الأقل تسبَّب باستشهاده، ومعه كل من محمد عويس (28 عامًا)، وأشرف مراد السعدي (17 عامًا).
وقال شقيق الشهيد: إن جيش الاحتلال ركَّز جهده خلال عمليات مطاردة المقاومين في جنين بالفترة الأخيرة على شقيقه صهيب، خاصة بعد أن نفذ سلسلة عمليات إطلاق نيران استهدفت نقاط يسيطر عليها جيش الاحتلال، والمستوطنات أيضًا.
وأضاف أن جيش الاحتلال وصف شقيقه بأنه سريع الاختفاء، إذ لاحقه الجيش عدَّة مرات بعد تنفيذه العمليات الفدائية، واستطاع أن يلوذ بالفرار منهم بسرعة شديدة.
وقال شقيق الشهيد الغول: إن عملية الاغتيال باستخدام الطائرات لن تفلح في وقف المقاومة، ولن توقفها خاصة في جنين.
ودرجت العادة أن يلجأ جيش الاحتلال لاغتيال المقاومين والمطاردين بغزة، باستخدام طائرات متنوعة، ومنها المقاتلات الحربية، لعدم قدرته على الاقتحام والتوغل برًّا، وهذا ما تحقق نفسه في مدينة جنين هذه المرة.
اقرأ أيضاً: "صبحة": عمليات المقاومة بالضفة والقدس رد طبيعي على انتهاكات الاحتلال
وتابع جمعة: أن شقيقه صهيب كان يرابط باستمرار في نقاط للمقاومة بمخيم جنين، لا يستطيع جيش الاحتلال تجاوزها، ولذلك لجأ إلى استهدافه بالطيران هذه المرة.
واستدرك شقيق الشهيد: لقد مضى صهيب إلى ربه شهيدًا، وترك خلفه عددًا كبيرًا من المقاومين.
وصعد جيش الاحتلال عمليات الاغتيال في الضفة الغربية في السنوات الثلاث الأخيرة، على الرغم من تمكنه من تصفية عدد كبير من قادة وعناصر مجموعات المقاومة، إلا أن أعمال المقاومة لا زالت تشهد تصاعدًا في مناطق عدَّة.
وأما عن حال عائلة الشهيد، فقد تقبلت رحيل ابنها وخاصة والدته فاتنة الغول (50 عامًا)، والتي فقدت اثنين من أشقائها شهداء بنيران الاحتلال في السنوات الماضية.
وكان عبد الله الغول (18 عامًا) ابن عم الشهيد استُشهد في مجزرة نفذها جيش الاحتلال بجنين، أدَّت إلى استشهاد 9 آخرين، في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقال شقيق الشهيد صهيب: مهما قتلوا منا، لن تتوقف المقاومة ضد جرائم الاحتلال.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تفاصيل آخر عملية اغتيال تمت باستخدام طائرات الاحتلال بالضفة الغربية عام 2006، قبل أن يعاود استخدام الطائرات مجدَّدًا باغتيال الغول ومن معه.
ففي أغسطس/ آب 2006 هاجمت طائرة مروحية "أباتشي"، منزلًا في مخيم جنين، كان بداخله اثنين من نشطاء الجهاد الإسلامي، هما: محمد عتيق من سكان جنين، وأمجد العجمي من بلدة عتيل في طولكرم.
وكان كلاهما مطلوبيْن للاحتلال، "لضلوعهما في تنفيذ عمليات" فدائية، ونيتهما تنفيذ أعمال مقاومة جديدة من بينها في مدينة القدس، وفق الصحيفة العبرية.