فلسطين أون لاين

تقرير "الوهم المتبدد".. 17 عامًا على عملية أسر الجندي "شاليط"

...
"الوهم المتبدد".. 17 عامًا على أسر الجندي "شاليط"
غزة/ أدهم الشريف:

توافق اليوم الأحد الذكرى السنوية الـ 17 لعملية "الوهم المتبدد"، التي أسرت خلالها المقاومة، الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط من داخل دبابته.

ونفّذت المقاومة في 25 يونيو/ حزيران عام 2006، عملية عسكرية في موقع إسناد وحماية تابع لجيش الاحتلال، شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، ما أدى لمقتل عدد من جنود جيش الاحتلال.

واستطاعت كتائب القسام إخفاء الجندي شاليط عن أعين مخابرات الاحتلال وأذرعه الأمنية والعسكرية أكثر من 5 سنوات، قبل أن تطلق سراحه ضمن صفقة وفاء الأحرار، بوساطة مصرية، وتحرر بموجبها 1027 أسيرًا وأسيرة نهاية عام 2011.

وسبق صفقة التبادل بعدة سنوات نشر فيديو قصير لشاليط مدته دقيقة واحدة، يثبت أنه على قيد الحياة، مقابل تحرير 20 أسيرة و3 أسرى من الجولان السوري المحتل.

ووفق ما يوثق الموقع الرسمي لكتائب القسام، فقد تمكن مجاهدو القسام، وألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام من تنفيذ عملية "الوهم المتبدد"، وقد بدأت في تمام الساعة 05:15 صباحًا بقصف تمهيدي، وإشغال لقوات جيش الاحتلال في حاجزي صوفا وكرم أبو سالم بمدفعية الهاون، ثم بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به وحدة الاقتحام، فتسللت للموقع عبر نفق أرضي، وتمركزت خلف صفوف جيش الاحتلال، وانقسمت لعدة مجموعات، كل مجموعة كلفت بضرب أهداف محددة.

وفجرت المجموعة الأولى دبابة الميركافاة، التي كانت تقوم بأعمال الحماية والإسناد في الموقع، وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من طاقمها وإصابة آخر، ووقوع جندي على قيد الحياة في قبضة المقاومة.

اقرأ أيضًا: تقرير "الوهم المتبدد".. عملية نوعية تُوّجت بتحرير أكثر من 1000 أسير وأسيرة

أما المجموعة الثانية، وفق بيان القسام، "استطاعت تدمير ناقلة الجند، وقتل جميع طاقمها، لكنّ العدو وكعادته حاول التكتم على خسائره، وحاول أن يقلل خسائره عندما ادّعى أنّ ناقلة الجند وضعت في الموقع لأغراض التمويه".

في حين أنّ المجموعة الثالثة، تمكنت من تدمير الموقع العسكري الاستخباري (البرج الأحمر) جزئيًّا، ومن ثم اشتبكت مع جنود الاحتلال الذين يعتلون الموقع، واستُشهد في هذا الاشتباك الشهيدان محمد فروانة، وحامد الرنتيسي، قبل أن يعود باقي المشاركين في العملية إلى قواعدهم بسلام، ومعهم الجندي شاليط.

تحرير الأسرى

وأكد الخبير في الشؤون الأمنية محمد لافي أنّ عملية أسر الجندي شاليط شكّلت تعزيزًا لإستراتيجية حركة حماس، ومشروعها الوطني، خاصة بعد نجاحها في الانتخابات التشريعية.

وأوضح لافي لصحيفة "فلسطين"، أنّ حركة حماس استطاعت الجمع بين العمل السياسي الوطني والعمل الحكومي، ولذلك شكلت عملية شاليط مفاجأة لأصحاب مشروع (أوسلو) في السلطة.

وذكر أنّ العملية شكّلت أيضًا تعزيزًا جديدًا لسياسة تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، وهذه السياسة لا تفارق تطلعات حركة حماس ومعها فصائل المقاومة.

ورأى أنّ حركة حماس وجناحها العسكري نجحا بقوة في إدارة المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي حتى تحقيق مطالبهما بتحرير 1027 أسيرًا على مرحلتيْن.

كما استطاعت المقاومة إدارة ملف شاليط من الناحية الإعلامية والنفسية جيدًا خلال فترة أسره لدى القسام، الأمر الذي كان له نتائج إيجابية لمصلحة المقاومة والأسرى.