فلسطين أون لاين

المقاومة خيار الشعب مقابل غياب دور السلطة

تقرير بالبؤر الاستيطانية.. الاحتلال يسابق الزمن لسلب ما تبقّى من أرضٍ فلسطينية

...
الاستيطان بالضفة الغربية (أرشيف)
رام الله-غزة/ جمال غيث:

يسابق الاحتلال الإسرائيلي الزمن في تكثيف وتيرة الاستيطان للاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية، في محاولة منه لفرض وقائع جديدة، بسبب غياب وضعف موقف السلطة في رام الله، بل ومواصلتها التنسيق والتعاون الأمني معه، وتكبيل يدها بالاتفاقيات، ما فتح شهية المستوطنين لمواصلة جرائمهم بالاستيلاء على الأرض وإقامة بؤر استيطانية جديدة.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى إقامة 7 بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة بعلم حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو، بعد عملية "عيلي" البطولية التي وقعت الثلاثاء الماضي وأدت لمقتل أربعة مستوطنين.

وكان نتنياهو قد أعلن الأربعاء الماضي عن مخطط لبناء 1000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "عيلي" بذريعة تنفيذ عملية إطلاق نار فيها، وقبل ذلك أعلنت لجنة التخطيط العليا في وحدة "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال انعقادها للمصادقة على مخطط لبناء أكثر من 4500 وحدة سكنية استيطانية.

فرصة ذهبية 

وقال المختص في شؤون الاستيطان في معهد "أريج" سهيل خليلية: إنّ المستوطنين وجدوا فرصة ذهبية للتوسع في البناء الاستيطاني وإقامة مستوطنات جديدة كانت قد جمّدت في الفترات السابقة، في ظل حكومة عنصرية متطرفة تدعو لسلب الأراضي الفلسطينية من أصحابها الأصليين.

وحذّر خليلية، في حديث لصحيفة "فلسطين"، من الاستيلاء على المزيد من الأراضي واستهداف مواقع أخرى في أراضي الضفة الغربية، بهدف تنفيذ مخطط استيطاني يقطع أوصال الضفة، ويربط المستوطنات بعضها ببعض.

وأضاف أنّ المستوطنين يحاولون الاستيلاء على أكبر قدر من مساحات الأراضي الفلسطينية، عبر استغلال وجود الصلاحيات الممنوحة لرئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، الذي يتولى منصب وزير المالية والمسؤولية عن "الإدارة المدنية" من أجل إقامة بؤر جديدة.

واعتبر إقامة 7 بؤر استيطانية جديدة خلال الأيام القليلة الماضية يعني أننا سنشهد خلال الفترة اللاحقة ارتفاعًا في وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، إلى جانب التوسع في المناطق القريبة من المستوطنات القائمة.

اقرأ أيضًا: “نتنياهو” يعطي الضوء الأخضر لزيادة الاستيطان بالضفة

وحثّ السلطة على اتخاذ إجراءات دبلوماسية على الصعيد الدولي، والاحتجاج في الأمم المتحدة ورفع شكاوى دولية على سلطات الاحتلال، ونفض يديها من الاتفاقيات التي كُبّلت بها، داعيًا في الوقت ذاته أبناء شعبنا للتوحد في مواجهة المستوطنين "فهم يخشون من الوحدة القادرة على إفشال مخططاتهم العنصرية".

غول الاستيطان

في حين قال المختص بشؤون الاستيطان خالد منصور: إنّ المطلوب فلسطينيًّا في ظل حكومة إسرائيلية عنصرية تسارع الخطى لتهويد الضفة الغربية التوحد والانخراط في المقاومة بكل أشكالها وأدواتها من أجل وقف غول الاستيطان الذي يتضاعف في مختلف مدن الضفة والقدس.

وأضاف منصور في حديث لـ"فلسطين": في حال لم يجد الاحتلال والمستوطنون من يقف في وجههم فسيتمادون في غيّهم وسيسلبون مزيدًا من الأراضي الفلسطينية، مردفا: ليس أمامنا إلا المواجهة والدفاع عن أرضنا.

وشدد على ضرورة تشكيل لجان حماية فاعلة للدفاع عن الأرض والتصدي لعنف المستوطنين، داعيًا الفصائل لحشد الشارع الفلسطيني ودفعه للتصدي للاحتلال من أجل إفشال مخططاته العنصرية.

وأكد المختص بشؤون الاستيطان ضرورة مغادرة السلطة مربع "أوسلو" ووقف الرهان على الإدارة الأمريكية، وأنّ المفاوضات مع سلطات الاحتلال لن تلبّي أدنى متطلبات شعبنا، معتبرًا غياب موقف السلطة دفع الاحتلال لمواصلة تغوله على حقوق وثوابت شعبنا.

وحذّر من خطورة إقامة البؤر الاستيطانية الجديدة التي ستقطع أوصال الضفة، قائلًا: إنّ خطورة تلك البؤر تكمن في كونها قابلة للاتساع على حساب الأراضي الفلسطينية، وبدعم من حكومة متطرفة يتزعّمها غلاة المستوطنين المتطرفين.