الاحتلال الصهيوني يمارس العدوان والاستيطان، ويمارس الكراهية أيضًا. هو يقتل في كل مكان في الضفة وغزة، وبشكل استباقي، بذرائع وجود خطر محتمل. العدوان العسكري على جنين ونابلس يتكرر بغرض القتل، وحين ينتقم الفلسطيني من قاتليه كما حصل في عملية (عيلي) تبرز جرائم الكراهية سافرة عنيفة.
كانت جريمة الكراهية كبيرة في إحراق بيوت المواطنين في ترمسعيا وإحراق مركباتهم، وإطلاق النار الحيّ على المدنيين. كانت مشاهد الإحراق نازية بمعنى الكلمة، وقائمة على الكراهية، فمن أحرقت مركباتهم، ودورهم، أحرقت لأنهم فلسطينيون، ولم تحرق لأنهم مقاومون، لأنهم لم يكونوا بالفعل مقاومين، بل هم سكان مدنيون آمنون، وجلهم يحمل الجنسية الأميركية.
لم تقف جرائم الكراهية عند إحراق البيوت والسيارات، بل تجاوزتها لدخول مسجد عوريف وتمزيق المصحف الشريف وإهانته، وهذا ما استنكره وزير الأوقاف المصري، وكذا الخارجية التركية، وطالبت بوقف جرائم الكراهية هذه.
إن منع السجين الفلسطيني المصاب بالسرطان من الحق في العلاج هو من جرائم الكراهية المتكررة في سجون الاحتلال.
نعم الاحتلال نفسه جريمة كبرى، ولكن حين يقع الاحتلال يجب عليه حماية بيوت المواطنين المدنيين لا إحراقها، ويجب عليه حماية حقوق المواطنين الدينية من الكراهية، لا إحراق مصاحفهم وتمزيقها، وتدنيس مساجدهم بكلاب الحراسة، ويجب عليه معالجة مرضى السرطان بما يلزم من العلاج، أو إطلاق سراحهم.
الاحتلال جريمة، وسرقة أرض المواطنين جريمة، ومن الاحتلال والاستيطان تتولد جرائم الكراهية والقتل والعدوان، وعلى من يرفضون جرائم الكراهية أن يعلوا صوتهم بالتنديد، وأن يفرضوا عقوبات على من حرق منازل المواطنين وسياراتهم في حوارة وترمسعيا. إن جرائم الكراهة الدينية من أخطر القنابل الموقوتة التي تتولد عنها دماء وأشلاء لا نهاية لها. أوقفوا كراهيتكم لدين الإسلام، ولمساجد المسلمين، وإلا ستحترقون بالنار نفسها غدًا.