فلسطين أون لاين

حصد جوائز محلية وعالمية

النفايات البلاستيكية يحولها "الريماوي" لمواد عزل صديقة للبيئة

...
مؤيد الريماوي
رام الله-غزة/ مريم الشوبكي:

في أثناء ورشة عمل عقدت في جامعة بيرزيت حول المشاريع الخضراء الريادية، عرضت بلدية رام الله معاناتها مع عملية نقل النفايات إلى المكب، حينها التقط المهندس المعماري مؤيد الريماوي تلك المشكلة، وفكر خارج الصندوق بتحويل تلك النفايات لمواد عزل صديقة للبيئة. 

ولطالما شكلت النفايات في فلسطين عبئًا اقتصاديًا وبيئيًا في عملية نقلها إلى المكبات، وتصدر مدينة رام الله ما يقارب 72 طنًا من النفايات الصلبة يومياً، تشكل القابلة لإعادة التدوير 60% من تلك الكمية، بحسب إحصائية لبلدية رام الله.

الريماوي (35 عامًا) ابن بلدة بيت ريما قضاء رام الله، مهندس معماري وباحث أكاديمي، تخرج من جامعة بوليتكنك فلسطين، ويحمل درجة الماجستير في التخطيط العمراني.

استحداثه مشروع تحويل النفايات لمواد عزل، سُجل براءة اختراع بوزارة الاقتصاد الوطني بالضفة الغربية، وتمكن في إثره من حصد جوائز محلية وعالمية، آخرها كان قد حصل عليها نهاية عام 2022، في مسابقة "فولينغ وولز" في ألمانيا.

يبين الريماوي أن الفكرة الأساسية للمشروع كانت باستخدام بعض أنواع النفايات البلاستيكية التي يصعب تحللها في الطبيعة لمئات السنوات، التي صنع منها من قبل مواد للبناء، واتجه بعدها لتصنيع منتجات عازلة صديقة للبيئة، وفي ذات الوقت تخدم الناس، وتفيدهم في حياتهم.

ويوضح الريماوي لـ"فلسطين" أن المشروع امتدت أبحاثه وتجاربه لنحو عامين، حتى تمكن في نهاية المطاف من تصنيع مواد عازلة سائلة تستخدم على البلاط، والحجر، والأسطح.

وأقام الريماوي مشغلًا صغيرًا لتصنيع تلك المواد في بيته، حيث يقوم بتصنيع مواد العزل حسب الطلب.

وعن عملية إنتاج مواد العزل، يذكر أن النفايات البلاستيكية تمر بعدة مراحل بداية من تنظيفها، وفرزها، ومن ثم الطحن، والتذويب، وإضافة بعض المواد لتجعلها تلتصق على الأسطح، ومن ثم يتم تعبئتها ووزنها.

ويتعاون الريماوي مع عدد من المطاعم لجمع النفايات البلاستيكية من الصحون والملاعق، وغيرها، كما يجمع النفايات من البيئة نفسها بمساعدة متعاونين.

صديقة للبيئة

ولدى سؤاله عن الفرق بين المواد العازلة التي ينتجها وتلك المتوفرة في الأسواق، يجيب: "المواد العازلة كالزفتة البيضاء والسوداء مشكلتها أنها قصيرة الأجل تمتد من عام إلى عامين فقط وتتأثر بعوامل الحرارة حيث تذوب صيفًا، وفي الشتاء تتكسر مع البرودة، كما أنها غير صديقة للبيئة".

ويضيف الريماوي: "في حين المواد التي أنتجها تمتد صلاحيتها من ثلاث سنوات حتى 25 عامًا حسب المواد المضافة إليها، وهي منتج صديق للبيئة، كما أنها سهلة التطبيق لا تحتاج إلى مختص، ومتعددة الاستخدامات على الحجر، والبلاط، والباطون، ويمكن دهنها على اللوحات للمحافظة عليها من عوامل الطقس".

وأي مشروع ناجح لا بد أن يواجه العديد من الصعوبات، مبينًا أن الضرائب المرتفعة على المواد الخام عند الاستيراد (17%)، والمواد المنتجة بنسبة (16%) ترهق أي مشروع صغير، مطالبًا بإلغائها ولا سيما للمشاريع الصديقة للبيئة.

كما يواجه الريماوي صعوبة في تقبل الناس لفكرة الإقبال على المنتج المحلي، والذي يكون بسعر أعلى لذا يفضلون دائمًا المنتج المستورد "الأقل سعرًا حتى وإن كان رديء الجودة".

ويشير إلى أن تكلفة المواد العازلة التي يصنعها بين 350 إلى 800 شيقل للبرميل (18 لترًا)، أما مثيلاتها في الأسواق تبدأ أسعارها من 450 شيقلًا.

ونظرًا لأن خط إنتاج الريماوي صغير، يقتصر توزيع منتجاته على الضفة الغربية، والأراضي المحتلة عام 48م، لافتًا إلى أنه يطمح إلى توسعة مشغله، ليتمكن من تصدير مواد العزل لكل مدن العام، ولكن ضعف الموارد المالية، وعدم وجود تمويل يمنعه من تطوير خط إنتاجه.

ويشير إلى أنه تلقى طلبات بتوريد مواد العزل لشركات ألمانية، وإسبانية، ساعيًا نحو تحقيق ذلك الأمر في القريب العاجل.