فلسطين أون لاين

في عدوان 2014

وقفة في غزة لمطالبة "أونروا" بإعادة إعمار المنازل المدمرة

...
وقفة في غزة لمطالبة "أونروا" بإعادة إعمار المنازل المدمرة 
غزة/ رامي رمانة:

"أعيدوا بناء منازلنا، نحن وقعنا معكم عقودًا شرعية، وهذا حقنا" تلك اللافتة حملتها المسنة فاطمة عبد الهادي (70 عامًا) في أثناء مشاركتها في وقفة احتجاجية أمس، أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بغزة؛ احتجاجًا على ما تصفها بمماطلة الوكالة الأممية في إعادة إعمار منزلها المدمر في العدوان الإسرائيلي على القطاع في العام 2014".

وشارك معها العشرات من النسوة والرجال في الوقفة التي دعت إليها اللجنة العليا لمتضرري عدوان 2014، لإلزام "أونروا" بالإيفاء بوعودها، وتذكير مؤسسات المجتمع الدولي بمعاناتهم المستمرة.

ومنذ انتهاء العدوان في 26 أغسطس/ آب 2014، تنتظر مئات العائلات من قطاع غزة إعادة إعمار منازلها، أو إصلاح الأضرار الجزئية التي لحقت بها.

المسنة فاطمة القادمة من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة للمشاركة في الوقفة التي نظمت بالرغم من أشعة الشمس الحارقة، تتحدث لصحيفة "فلسطين" وقلبها معتصرًا بالألم لما آلت إليه من وضع معيشي سيء بعد أن هدم الاحتلال منزلها في العدوان.

اقرأ أيضًا: متضررو 2014 يتهمون "أونروا" بالتنصل من مسؤولياتها

تقول:" أنا لاجئة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين، رصدت قيمة الضرر الذي لحق بمنزلي 10 آلاف دولار، ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظر صرف التعويض".

تضيف:" اضطررت إلى الاستدانة من زوج بنتي 4000 دولار لإصلاح بعض أجزاء المنزل، كي أستر أسرتي وأحميها من برد الشتاء وحر الصيف".

كما شاركت مهدية قاسم (62 عامًا) في الوقفة التي بينت لصحيفة "فلسطين"، أن منزلها هدمه الاحتلال كليًا في عدوان 2014، وأقامت فوق جزء من أنقاضه بيتًا متواضعًا، السقف من الصفيح، والأبواب والشبابيك من الجلد والقماش.

تصف مهدية وضعها المعيشي بالسيء جدًا خاصة بعد أن فقدت زوجها قبل خمس سنوات واضطرت إلى إعالة بناتها الستة، مشيرةً إلى أن حياتها كانت هانئة في بيتها قبل الهدم".

أما فادي الكفارنة ( 42 عامًا) المهدم منزله كليًا، فقد قدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين كل الأوراق التي طلبتها منه إيذانًا بإعادة إعمار منزله، وذلك في العام 2018 وحتى تاريخه و"الوكالة الأممية تماطل بذرائع متعددة أبرزها عدم توفر التمويل الكافي" حسب قوله.

وبين الكفارنة لصحيفة "فلسطين" أنه مريض يعاني ارتجاجًا في الدماغ، لا يقدر على العمل، ويعيل عشرة أفراد.

وتسبب عدوان 2014 بتدمير نحو 12 ألف وحدة سكنية كليًا، وإلحاق أضرار جزئية بنحو 160 ألف وحدة، منها 6 آلاف و600 وحدة غير صالحة للسكن، بحسب إحصائية مشتركة بين مؤسسات حكومية وأُممية.

في غضون ذلك أكد عضو لجنة المتضررين تيسير عبد الجواد الاستمرار في الوقفات الاحتجاجية السلمية لحين الاستجابة لمطالبهم بدفع التعويضات.  

وقال عبد الجواد لصحيفة "فلسطين: "بعد أن منحنا وكالة الغوث كل الفرص للإيفاء بالتزاماتها تجاه متضرري عدوان 2014، وبعد أن تجاوبنا إيجابيًا مع كل الوعود طيلة الشهور الماضية من الاجتماعات المتتالية، والتزمنا بإيقاف كل الفعاليات الاحتجاجية ضدهم ظنًا منا بأن هناك جدية وصدقًا منهم تجاه قضيتنا".

وأضاف عبد الجواد: "إلا أننا وجدنا أنفسنا في دائرة الوعود الكاذبة والمماطلة والتسويف ذاتها التي مارسوها معنا طيلة السنوات الماضية، إذ إن وكالة الغوث تثبت في كل مرة أنها غير جادة وغير معنية في إنهاء ملف عدوان 2014، لم تتقدم فيه خطوة عملية واحدة وهي التي تتحمل المسؤولية في تعطيل حل هذا الملف، وهذه مشكلة الوكالة، وليست مشكلتنا وكأنهم ينكرون سوء إدارتهم لهذا الملف الذي سادته الأهواء والأمزجة والاستهتار"، على حد تعبيره.

"تراجع أونروا"

من جانبه بين منسق لجنة متضرري عدوان 2014 خالد المصري، أن إدارة "أونروا" تراجعت عن إعادة إعمار (36) منزل هُدم كليًا كمرحلة أولى لإعادة إعمار بقية منازل الهدم الكلي.  

اقرأ أيضًا: تقرير 9 سنوات والمعاناة لا تزال تلاحق "متضرري عدوان 2014"

وأوضح المصري في تصريح سابق لصحيفة "فلسطين" أن عدد اللاجئين المتضررين في عدوان 2014 بلغ (58688) بينهم (355) منزل هدم كلي، واضطر جزء منهم إلى الاستئجار والسكن في وحدات متنقلة وجزء آخر أعاد البناء بتواضع على نفقته الخاصة.

وأضاف المصري أن (7860) أسرة لم يستلموا أي دفعة تعويض من وكالة الغوث، و(9008) أسرة استلمت دفعة واحدة فقط، في حين أن (42000) أسرة استلمت من 100-1000 دولار.

وبين أنه بعد تفاوضهم مع إدارة "أونروا" مدة خمسة أشهر، اتُفق على إعادة بناء 36 منزلًا لكن عادت "أونروا" و"تنصلت" من ذلك الاتفاق.

وبين أن إدارة الوكالة استلمت بعد مؤتمر شرم الشيخ أموالًا لإعادة بناء المنازل المهدمة ولكن "أونروا" استخدمت تلك الأموال في برامج أخرى وهي "تحاول إطالة أمد تمويل المنازل المهدمة".

 ودعا دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين "للتدخل والضغط على الوكالة للاستجابة لمطالب المتضررين".

وفي 8 يوليو/ تموز لعام 2014، شنّت دولة الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة، استمر لمدة 51 يومًا، وخلّف أكثر من ألفي شهيد، وأضرارًا مادية كبيرة.