فلسطين أون لاين

تقرير "الألوفيرا".. صابون طبيعي يصنعه زوجان على سطح منزلهما

...
"الألوفيرا".. صابون طبيعي يصنعه زوجان على سطح منزلهما
دير البلح/ مريم الشوبكي:

حولت آلاء وزوجها سلامة بدوان من دير البلح وسط قطاع غزة، سطح منزلهما لحديقة صباريات متعددة الأشكال والأنواع بهدف صناعة أجواء نفسية مريحة للجلسات العائلية، مع الوقت تحول تفكيرهمَا نحو الاستفادة اقتصاديًا من هذه النباتات ولا سيما صبار الألوفيرا.

اتجهت آلاء نحو البحث والتقصي عبر الانترنت عن كيفية تصنيع الصابون من المادة الهلامية التي تحتوي عليها الصبار والمعروفة باسم "جل الألوفيرا". 

خاضت آلاء العديد من التجارب المدعومة بدورات تدريبية على أيدي مختصين في تصنيع الصابون الطبيعي، مكّنتها من إطلاق مشروعها "صابون الألوفيرا الطبيعي" واستقطاب الزبائن من المحافظات المختلفة.

يقول سلامة (40 عامًا) لـ"فلسطين": "زراعة سطح المنزل بدأت كهواية فلدي شغف بإعادة تدوير والاستفادة من كل شيء، أردت من زراعة الصبار أن أصنع متنفسًا لعائلتي ولا سيما أنه ليس لدي حديقة أمام البيت، فبدأت تجميع إطارات السيارات، وطلائها، والزراعة بداخلها، إضافة إلى إعادة تدوير العلب البلاستيكية والزراعة فيها".

ويضيف: "لم أكتفِ بذاك، بل أعدت تدوير أخشاب المشاطيح وصنعت منها طاولات وأرففًا لتعليق الأشتال عليها، في البداية زرعت بذورًا موسمية، ولكنها لم تنجح بسبب عوامل جوية، لذا لجأت نحو زراعة الصباريات لأنها تتحمل الظروف الجوية الباردة والحارة".

ويتولى سلامة مهمة الاعتناء بأشتال الصبار، ويستشير أصحاب الخبرة في كيفية العناية بها، كما تقع على عاتقه مهمة قص قطع الصبار السميكة، وبمساعدة زوجته التي لديها خبرة في كيفية التعامل معها، يستخرجان داخل معملهما الخاص في المنزل جلَّ الألوفيرا بعد فصله عن المادة السامة، ومن ثم يصنعان الصابون.

مشروع منزلي

وآلاء أم لخمسة أبناء، تخرجت من تخصص الإرشاد التربوي، ولم تحصل على فرصة عمل في ظل تكدس السوق بآلاف الخريجين، وقد قادها هذا الواقع إلى التفكير بمشروع صغير يحقق عائدًا ماديًا يحسن من وضعها المعيشي، "فراتب زوجي إن كفى لنصف نفقات البيت، فهو لن يكفي لمصاريف المدارس ولا كسوتها، ولا المواسم الأخرى كالأعياد".

بعد نجاح تجربة الصباريات، أول ما فكرت به آلاء كيفية استغلالها في تحقيق عائد مادي يعينهم على تسديد الأقساط البنكية الخاصة ببناء بيتهم، وفق قولها لـ"فلسطين".

وتتابع: "فضلت تصنيع منتجات صديقة للبيئة تحقق استفادة عالية للناس، تعلمت بالتجربة والخطأ حتى اهتديت إلى طريقة تعتمد على دمجه مع الزيتون الطبيعي، أنتج منه صابونًا طبيعيًا يشبه الصابون النابلسي بالخواص الطبيعية التي يتكون منها".

وتبين آلاء (37 عامًا) أنها تصنع صابون الألوفيرا بعدة روائح عطرية منها العادي بالجلسرين، وآخر بالبرتقال، والخيار، لافتة إلى أنها تصنع أيضًا الشموع الملونة والمعطرة.

والمشروع الناجح لا بد أن يمر بمعيقات يعمل الزوجان على تخطيها بأقل الإمكانيات وأنجعِها، تذكر أن أولاها، نقص الخبرة في مجال تصنيع الصابون، والأمر الثاني، صعوبة توفر الزيوت الطبيعية المناسبة للصابون، وإن توفرت تباع بثمن مرتفع، إضافة إلى صعوبة إيجاد قوالب السيلكون التي تستخدم في تشكيل الصابون، إذ يحد الاحتلال من إدخالها للقطاع.

وتلفت آلاء إلى أنها تخطت مشكلة توفر القوالب باستخدام علب الحلويات الصغيرة لتعطي شكلًا مكعبًا أو دائريًا، ومن ثم استطاعت توفيرها بالتعاقد مع تاجر يستوردها.

ويطمح الزوجان إلى توسعة مشروعهما، وزيادة إنتاجهِما من صابون الألوفيرا، وهذا يتوقف على توفر قطعة أرض تستوعب كميات أكبر من أشتال الصبار، فصغر مساحة سطح منزلهما التي لا تتجاوز 150 مترًا، لا تمكّنهما من زيادة الإنتاج، وتلبية طلبات الزبائن المتزايدة في كل المحافظات.

ويسعى سلامة وآلاء إلى اتباع طرق جديدة في التسويق، وعدم الاكتفاء ببيع المنتجات عبر منصة فيس بوك، بإيجاد نقاط بيع لمنتجاتِهما في مختلف المحافظات، ليتمكن الزبائن من الوصول إليها بكل سهولة.

الألوفيرا (4).jpeg

الألوفيرا (1).jpeg

الألوفيرا (5).jpeg

الألوفيرا (1).jpeg