فلسطين أون لاين

حماس تنأى بنفسها عن خلافات الآخرين

الفلسطينيون بشكل عام و أينما كانوا _سواء في داخل الأراضي المحتلة أو في خارجها _لا تنقصهم المشاكل والهموم حتى يستجلبوا لأنفسهم المزيد منها، حركة المقاومة الإسلامية حماس جزء من الشعب الفلسطيني، ولكنها تتحمل بحكم حجمها وتأثيرها ومكانتها كفصيل يقود المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي مسؤوليات أكثر، ولديها من التحديات ما يشغلها عن خلافات الآخرين وصراعاتهم، ومن مبادئها الثابتة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.


قبل أيام صرح وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير بأن دولة قطر أشعلت الفتنة بين السلطة الفلسطينية وحماس، وهذا التصريح يمس حركة حماس كما يمس الأطراف الأخرى إلا أن الحركة لم تعلق على هذا الكلام، ومن وجهة نظري الشخصية فإنني أرى أنها اتخذت موقفا حكيما لسبب واضح وهو أن التصريح يأتي في سياق الخلافات الداخلية ولا حاجة للوقوف مع طرف أو وضع عقبات إضافية في العلاقة مع طرف آخر، فالسكوت في هذه الحالة أفضل خيار بالنسبة لحركة حماس التي تتمنى وحدة الأمة العربية لأن قوة العرب تقوينا وضعفهم يضعفنا ويخدم أعداءنا.


هناك جهات لم يعجبها سكوت حماس وتفاديها لفخ التصريحات الملغومة فإذا بها تلفق خبرا يفيد بأن دولة قطر عاتبة على حماس لأنها لم ترد على تصريحات السيد عادل الجبير، كما أنها عاتبة على حماس لعلاقاتها الجديدة مع أطراف فلسطينية وأخرى عربية، وكل هذه مجرد تلفيقات ولا يمكن لدول عربية مثل مصر أو قطر أو المملكة العربية السعودية أن تتعامل مع القضية الفلسطينية أو أن تحاسب الفصائل الفلسطينية بناء على ردود فعل مفترضة أو افتراضات وهمية.


هناك قاعدة ذهبية تقول: "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، وفي علاقاتنا السياسية مع الآخرين عربا ومسلمين وغيرهم لا بد أن يكون التعاون مرتبطا بتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني دون مساس بثوابته ووحدته وحقوقه، وفي هذا الإطار يمكن لأي طرف أو فصيل فلسطيني أن ينسج علاقاته مع الآخرين، وخارج هذا الإطار لا يجوز أن يكون هناك أي تعاون مع أي طرف خارجي دون لوم أو عتاب.