فلسطين أون لاين

أحلى من السكر الأبيض بـ600 مرة.. دراسة: السكرالوز قد يزيد خطر السرطان

...
أحلى من السكر الأبيض بـ600 مرة.. دراسة: السكرالوز قد يزيد خطر السرطان

توصلت دراسة حديثة إلى أن السكرالوز (Sucralose)، وهو محلي صناعي شائع، قد يتسبب في تلف الحمض النووي، وبالتالي يزيد خطر الإصابة بالسرطان.

ويباع السكرالوز تحت الاسم التجاري "سبلينيدا" (Splenda)، وهو أحلى بحوالي 600 مرة من السكر الأبيض.

ووجدت الدراسة أن السكرالوز قد يؤدي إلى تسرب في بطانة الأمعاء، وزيادة نشاط الجينات المرتبطة بالالتهابات والسرطان.

وأجرى الدراسة باحثون في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، ونشرت في 29 مايو/أيار الماضي في مجلة علم السموم والصحة البيئية، (Journal of Toxicology and Environmental Health, Part B).

يستخدم السكرالوز، في آلاف المنتجات، بما في ذلك المخبوزات والمشروبات وعلكة المضغ والجيلاتين وحلويات الألبان المجمدة.

اقرأ أيضا: "الكولا دايت".. آثار صحية سيئة خلال ساعة واحدة

وكتب الباحثون أن نتائج دراستهم "تثير مخاوف تتعلق بالصحة والسلامة فيما يتعلق بالوجود المستمر للسكرالوز في الإمدادات الغذائية"، وفقا لتقرير في هيلث لاين.

انفوغراف المحليات الصناعية ستيفيا وسكرين وأسبارتام.. أنواعها وفوائدها ومخاطرها المحليات. الصناعية

كيف يؤثر السكرالوز على الصحة؟

تعتمد الموافقة من الجهات التنظيمية على السكرالوز على دراسات تفترض أنه يمر عبر الجسم دون تغيير.

لكن مؤلفي الدراسة الجديدة يشيرون إلى بحث سابق يظهر أن بعض بكتيريا الأمعاء يمكن أن تحول السكرالوز إلى جزيء مشابه يسمى "سكرالوز -6-أسيتات" (sucralose-6-acetate).

وأضافوا أن هذا المركب موجود أيضا بكميات صغيرة في بعض منتجات السكرالوز التجارية، وهو منتج ثانوي لعملية التصنيع.

في الدراسة الجديدة، عندما عرّض الباحثون خلايا الدم البشرية إلى "سكرالوز -6-أسيتات"، وجدوا أنها تسببت في حدوث قطع في الحمض النووي. هذا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان أو مشاكل صحية أخرى.

وأشار المؤلفون إلى أن كمية هذه المادة الكيميائية في وجبة واحدة من مشروب يحتوي على السكرالوز يمكن أن تكون عالية بما يكفي لإتلاف الحمض النووي. وقالوا إن الناس قد يتعرضون أيضا لمستويات أعلى عندما تقوم بكتيريا الأمعاء بتحويل السكرالوز إلى "سكرالوز -6-أسيتات".

وفي أحد الاختبارات، عرض الباحثون الأنسجة المعوية البشرية إلى "سكرالوز -6-أسيتات"، ووجدوا أنها تزيد من تنشيط الجينات المرتبطة بالالتهاب، والإجهاد التأكسدي، والسرطان.

ووجدوا أيضا أن أسيتات السكرالوز 6 -والسكرالوز نفسه- يضران الوصلات التي تربط الخلايا التي تعمل معا في الأمعاء البشرية، مما يؤدي إلى تسرب الأمعاء.

قد يسمح هذا لميكروبات وجزيئات الأمعاء بالانتقال من الأمعاء إلى الجسم، بما في ذلك تلك التي تنتقل عادة من الجسم في البراز.

ويرتبط وجود تسرب في القناة الهضمية المتسربة بمرض الأمعاء الالتهابي (IBD) وقد يسهم في الإصابة بأمراض الكبد المزمنة.

سبليندا ترد

من جهته، قال متحدث باسم الشركة المنتجة لمحلي سبليندا -وهو أحد أكثر أشكال السكرالوز التي يتم تسويقها بشكل متكرر في الولايات المتحدة- "إننا نختبر بشكل صارم وبشكل روتيني أي شوائب في منتجاتنا ونراقبها… يمكننا أن نؤكد أن سكرالوز -6-أسيتات غير موجود في علامة سبليندا التجارية السكرالوز".

وأكد المتحدث باسم الشركة أن الباحثين لم يختبروا منتجات سبليندا سكرالوز في دراستهم.

وردا على الدراسة الجديدة، أكد متحدث باسم الرابطة الدولية للتحلية (International Sweetener Association) أن سلامة السكرالوز قد تم تأكيدها من قبل هيئات سلامة الأغذية العالمية والهيئات التنظيمية، بما في ذلك إدارة الغذاء والدواء والهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية.

اقرأ أيضا: السكري يصيب عشرات الملايين في دولة واحدة

وقالوا: "خضع السكرالوز لواحد من أكثر برامج الاختبار شمولا التي تم إجراؤها على أي مادة مضافة للغذاء في التاريخ، مما أدى إلى توافق في الآراء بشأن سلامته في جميع أنحاء المجتمع العلمي والتنظيمي العالمي".

بالإضافة إلى ذلك، قالوا إن مستويات أسيتات السكرالوز 6 في منتجات السكرالوز "يتم التحكم فيها بإحكام من خلال عمليات تصنيع قوية".

ومع ذلك، فإن الاختبار الذي تم إجراؤه أثناء التصنيع لن يأخذ في الحسبان السكرالوز -6-أسيتات الذي تم إنشاؤه بواسطة بكتيريا الأمعاء من السكرالوز.

وفي حين أن الاختبارات المعملية لا تترجم دائما إلى أضرار فعلية على الأشخاص -والتي تعتمد على مقدار استهلاك الناس وعوامل أخرى- فإنها تشير إلى المخاطر المحتملة من المواد الكيميائية المبتلعة.

بالنظر إلى نتائج الدراسة الجديدة وغيرها من الأبحاث الحديثة، دعا مؤلفو الورقة إلى مراجعة تنظيمية جديدة للتأثيرات الصحية للسكرالوز في المنتجات الغذائية.

حقائق حول السكرالوز

صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية 1999 كمُحَلٍّ للأغراض العامة.

حلاوته أكثر بنحو 600 ضعف من سكر المائدة "السكر الأبيض، السكروز"، أي أن الملعقة الواحدة من السكرالوز تعطي حلاوة تكافئ الحلاوة الناتجة من 600 ملعقة من سكر المائدة.

لا يحتوي على سعرات حرارية ولا يسبب تسوس الأسنان.

تمكن إضافته للأغذية المخبوزة والمطهوة لأنه يتحمل درجة الحرارة المرتفعة.

الحد اليومي المسموح به من السكرالوز "acceptable daily intake ADI" هو 5 مليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الشخص، أي 375 مليغراما لشخص وزنه 75 كيلوغراما.

من الضروري قراءة المعلومات الموجودة على عبوة المنتج كالطعام أو الشراب أو المحلي، أو استشارة الطبيب أو الصيدلاني لمعرفة مقدار ما فيه من السكرالوز، وهذا ينطبق على جميع المحليات.

منظمة الصحة العالمية تنصح بالابتعاد عن المحليات الصناعية

وفي شهر مايو/أيار الماضي نصحت منظمة الصحة العالمية في دليل إرشادي أصدرته عدم استخدام المحليات غير السكرية (المحليات الصناعية) للتحكم في الوزن.

وأصدرت المنظمة مبادئ توجيهية جديدة بشأن المحليات غير السكرية "إن إس إس" Non-Sugar Sweeteners) (NSS))، وأوصت بعدم استخدام هذا النوع من المحليات للتحكم في وزن الجسم أو تقليل مخاطر الأمراض غير المعدية.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان على موقعها الإلكتروني إن التوصية تستند إلى نتائج مراجعة منهجية للأدلة المتاحة التي تشير إلى أن استخدام المحليات الصناعية لا يمنح أي فائدة طويلة الأجل في تقليل الدهون في الجسم لدى البالغين أو الأطفال.

مخاطر المحليات الصناعية

تشير نتائج المراجعة أيضا إلى أنه قد تكون هناك تأثيرات غير مرغوب فيها محتملة من الاستخدام طويل الأمد للمحليات الصناعية، مثل زيادة خطر:

الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

أمراض القلب والأوعية الدموية.

الوفيات عند البالغين.

وقال مدير التغذية وسلامة الأغذية في منظمة الصحة العالمية فرانشيسكو برانكا إن "الاستعاضة عن السكريات الحرة بالمحليات الصناعية لا تساعد في التحكم في الوزن على المدى الطويل، إذ يحتاج الناس إلى التفكير في طرق أخرى لتقليل تناول السكريات الحرة، مثل تناول الطعام الذي يحتوي على السكريات الطبيعية، كالفاكهة أو الأطعمة والمشروبات غير المحلاة".

وأضاف أن "المحليات الصناعية ليست عوامل غذائية أساسية ولا قيمة غذائية لها، ويجب على الناس التقليل من حلاوة النظام الغذائي تماما، بدءا من الحياة المبكرة لتحسين صحتهم".

والسكريات الحرة تعني ‏مركبات السكاريد الأحادية، مثل "الفركتوز" (Fructose) الموجود في الفواكه، و"الغالاكتوز" (Galactose) الموجود في منتجات الألبان، والسكاريد الثنائية (Disaccharides) مثل "السكروز" (Sucrose) "سكر المائدة"، واللاكتوز الموجود في الألبان، والتي تضاف إلى الأغذية والمشروبات من جانب صانعها أو طاهيها أو مستهلكها، والسكريات الموجودة طبيعيا في العسل والشراب وعصائر الفواكه ومركباتها المركزة.

وتنطبق التوصية على جميع الأشخاص باستثناء الأفراد المصابين بداء السكري.

وتشمل التوصية جميع المحليات الصناعية أو الطبيعية أو المعدلة غير المغذية التي لا تصنف سكريات موجودة في الأطعمة والمشروبات المصنعة أو تباع بمفردها لتضاف إلى الأطعمة والمشروبات.