إعدام الاحتلال للأسرى لا يحتاج إلى قانون جديد يقره "الكنيست" فهو ينفذ عمليًا بصمت وهدوء ودون ضجيج، وكما أعدم الاحتلال سابقًا أسرى عن طريق الإهمال الطبي، فإن مصير الأسير والمفكر والكاتب الفلسطيني وليد دقة قد يكون مشابهًا لمصير رفاق سبقوه ارتقوا شهداء.
الإهمال الطبي هو اغتيال بطيء وبطريقة جبانة لا يقوم بها إلا قاتل متسلسل.
لا يزال الوضع الصحي الكامل للأسير الدقة في مرحلة الخطر، وما يزيد الأمر خطورةً حالةُ الضمور التي تعرض لها قلبه والوضع الرئوي له بعد استئصال الرئة اليمنى.
كما تم تشخصيه بسرطان نادر في النخاع العظمي يكون علاجه دوائيًا وليس كيماويًا.
عائلة الدقة تنتظر انعقاد جلسة جديدة في 18 حزيران الجاري، للنظر في الإفراج المبكر عنه، وهذا يتطلب مواصلة الضغط بكل الوسائل والطرق الممكنة من أجل ضمان سلامة وصحة وحرية الأسير وليد وجميع الأسرى في سجون الاحتلال.
ولد الأسير وليد دقة عام 1961 في باقة الغربية.
أنهى دراسته الثانوية، ولم يحالفه التوفيق في إكمال تعليمه الجامعي فعمل في محطات المحروقات.
واعتُقِل وليد برفقة مجموعة من الأسرى بتهمة اختطاف الجندي موشي تمام وقتله من نتانيا (قامت على أراضي قرية أم خالد الفلسطينية قضاء طولكرم) في أوائل عام 1985، وحكم عليهم بالسجن المؤبد.
ويعد وليد دقة أحد عمداء الأسرى داخل سجون الاحتلال، وهو معتقل منذ عام 1986، ويعاني مشكلات صحية، ويماطل الاحتلال في إجراء الفحوص اللازمة له أو عرضه على طبيب مختص، كحال سائر الأسرى في المعتقلات حيث المعاناة من سياسة الإهمال الطبي.
وتمكن الأسير دقة من الحصول على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، ويعد أبرز مفكري الحركة الأسيرة، وله عدة مؤلفات وبحوث مهمة أبرزها: "الزمن الموازي"، "يوميات المقاومة في مخيم جنين"، "صهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت".
كما يعد شخصيةً متميزةً بين جميع الأسرى، كما شارك وقاد الكثير من المعارك النضالية التي خاضتها الحركة الأسيرة دفاعًا، عن منجزاتها ومكتسباتها، ويعد وليد من الكتاب المتمرسين في المقالة السياسية.
وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي، وفي عام 1999 ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، ورزق في عام 2020 بطفلته ميلاد عبر "النطف المحررة".
الأسير الدقة مثل باقي الأسرى يأمل وأسرته في أن تتم صفقة تبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبين الاحتلال ليكون الدقة في قوائم المحررين بعد 37 سنة في أقبية سجون الاحتلال الفاشي والعنصري الذي ينجو دائمًا من العقاب.